17 سبتمبر 2025

تسجيل

كيف أجعل من صديقي الكسول قارئا؟

23 مايو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نحن معشر القراء نتحلى بصفات تميزنا عن سوانا، وماذا إن كنت كاتبًا وقارئا في الوقت ذاته، في الغالب يكون محب القراءة ومدمنها شخصًا هادئًا، ودائمًا ما تجده جالسًا في زاوية بعيدة، منعزلة، مريحة، وقد تستعجب أحيانًا طريقة جلوسه وتمدده على المقعد، يعزل حواسه بطريقة مذهلة عن كل الضوضاء التي حوله تراه مبتسمًا أحيانًا وعابس الوجه أحيانًا أخرى وقد تلمح عينيه تلمعان حزنًا من خلف صفحات كتابه، لن تدرك جمال تلك اللحظات وتفهم ذلك الشعور ما دمت لا تقرأ. وللقارئ أعداء دائما ما يطاردونه، يكرهون أن يروه يفعل ما لا يستطيعون فعله، يحاولون أن ينحوه عن القراءة، فأولئك يفضلون الحديث والكثير من اللعب بالهاتف المحمول وبعض القيل والقال في هذا وذاك، وعندما تكون بينهم قد يصادف أن أحدهم عائد من صالة السينما وقد شاهد فيلمًا مقتبسًا عن كتاب كان بين يديك، وقد يكون ذلك الفيلم من أجمل الأفلام التي شاهدها، ولكنه يتحاشى قراءة ذلك الكتاب، فيحكى تفاصيل وأحداث الفيلم ويحفز البقية على الذهاب لمشاهدته، وهل رأيت مدى الاهتمام والتفاعل، وكل تلك المؤثرات الصوتية والحسية والحركية التي يفعلها واصفًا لهم ما رآه، تذكر ذلك حتى تتمكن من أن تجعل من صديقك الكسول قارئا.أول الأمور وأهمها ألا تجعله ينجح ويؤثر عليك فيبعدك عن القراءة فإن العديد من أصدقائنا لا يتقبلون الأشياء التي لا تتفق مع أهوائهم أو المخالفة لاهتماماتهم المشتركة "لا بأس أن تتخيلهم أحيانًا كقطيع من الذئاب" وكن أنت "الحشد".دائمًا كأصدقاء نحاول أن نطلق النكات على بعضنا البعض ونتضاحك، ولكن تظل تلك الصداقة موجودة وقد تكون أنت أحيانًا تلك النكتة.. وربما أكثر بقليل من أحيانًا، على أقل تقدير في بدايات دخولك عليهم بكتاب، ولكن إن لم تكن أقوى منهم فسأكتبها لك كما نرددها بيننا بالمحلية "راحت عليك"وإن لم تستمر وتكرر ذلك فلا تعتقد أنك بعزوفك عن حمل كتاب ستوقفهم... كلا وإنما سيزداد سوءًا، فيتحول الأمر إلى ذكرى مضحكة وستسمع بين الحين والآخر جملة تبدأ بكلمة "تتذكرون لما..". ولذلك تجاهل تلك الهمسات التي يمكن أن تسمعها من أحدهم بسبب قراءتك لكتاب وكلما ذهبت لمجالسة رفاقك ليكون الكتاب لزيمك الذي لا يفارقك وأن تكون أهميته بأهمية هاتفك المحمول، فأجبرهم على أن يعتادوا ذلك.التكرار يولد العادة وهذا هو المهم ففي النهاية سيعتادون ويتقبلون فكرة أنك والكتاب شخص واحد، ولكن أنتظر حتى تسمع جملة في غاية الأهمية لتتأكد من أنك نجحت قبل أن تبدأ المرحلة الثانية من تحويل صديقك الكسول إلى قارئ، وهو أن تدخل على رفاقك خالي اليدين فيقول أحدهم "غريبة وين كتابك..؟"وهنا تكون قد نجحت وتستطيع أن تبدأ المرحلة الثانية، التفاصيل في مقال قادم..أخيرًا وليس آخرًا.. تحدث ليستمع لك..