14 سبتمبر 2025
تسجيلقادتني قدماي لمجمعات سكنية حققت سمعة طيبة "شكلا ومضمونا كمشروع وطني"، ولعبت دورا واضحا في تهدئة لهيب الإيجارات وحفظت كرامة الكثيرين من أرباب الأسر، ومثلت لهم حائط صد الرياح العاتية لانفلاتات سوق العقار الضاربة في كبد الموظفين الصغار وذوي الدخول المتوسطة، أقامها أحد رجال المال والأعمال المشهورين بأعمالهم الإنسانية وأياديهم القوية في دفع البوصلة الاقتصادية. والمجمعات تشمل مراكز للخدمات الضرورية وتتوزع بين وسط البلد والمدن الطرفية التي أعادت لها حيويتها كمدينة الوكرة مثلا، ولكن.. شيء من الإهمال يكاد يتمدد وسط هذه المجمعات إن لم تجد الاهتمام والمتابعة، لإعادة صياغة أنظمتها الإدارية ولمزيد من الحيوية والانضباط ولأحكام الرقابة. فمن خلال أكثر من زيارة يمكنني أن أطلق على الأنظمة الإدارية "عش العنكبوت" لوجود تعقيدات في الإجراءات صحيح إنها تتبع "اللا مركزية" إلا أن بها سلحفاية رغم وجود موظفين وعمال كافين، تفتقد التكاملية كدائرة مستديرة. في حالة رغبة إيجار وحدة سكنية تتوزع الإجراءات بين أكثر من موظف ومبنى إداري. والنظافة ليست على المثالية، وينطبق ذلك على أجهزة الأمن والسلامة.. إلخ. أول سؤال سيطر علي، أين المشرفون على هذه المجمعات من كبار المسؤولين؟ لماذا لا يقومون هم أو من ينوب عنهم، بزيارات ميدانية خاطفة ليروا بأم أعينهم إن كانت رؤيتهم وطموحاتهم في هذه المشروعات قد نزلت كاملة لأرض الواقع أم لا؟. أو على أقل تقدير ما زالت بنفس وهجها وكمال ترتيباتها. بعض الموظفين جامد يقف فقط في حدود مهامه طالما مبتغى العميل "المؤجر" لا يقع ضمن اختصاصه. "الأمن والسلامة" لا أشك لحظة أن هذه المشروعات أخدت كامل الموافقات الضابطة للأمن والسلامة. ووفق أجندة الدفاع المدني ولجان البلدية ووو..، ولكن هل تتم زيارات مفاجئة للتأكد من أن الأنظمة جميعها في كامل أهليتها وكفاءتها؟."النظافة والتشجير"، تجولت بين الأروقة فشعرت وكأنني أتجول بين أزقة أحد أحياء المدن الفقيرة. أكوام من مخلفات الأثاث الهالكة ومكيفات خردة وبالوعات مكشوفة ولوحات للكهرباء والماء بها تسريبات وطحالب. بعض السكان بات يضرب بأمر النظافة عرض الحائط. يرمي "زبالة" سكنه كيفما شاء رغم وجود حاويات للأوساخ. ولم أستغرب وجود حشرات زاحفة طالما وجدت ضالتها."الوحدة السكنية" حينما تخلوا تترك دون صيانة فتتحول ملاذا للحشرات. ولا تبدأ صيانتها ونظافتها إلا للمؤجر الجديد. وتتم الصيانة وتشييك الأجهزة الكهربائية بتلكؤ ودون مراقبة آمنة وينطبق الأمر على المداخل والأروقة ومواقف السيارات.إنها صغائر تراكمها يقلل من قيمة مشروعاتنا الكبيرة وتشوه صورتها الناصعة. لغياب الرقابة الدقيقة والعمل الميداني. وعدم قيام المسؤولين في إدارة هذه المجمعات بمتابعة "حلالهم" بزيارات خاطفة كالتي قمت بها وسلامتكم. همسة: غالبية صافرات الإنذار انطلقت من مستصغر الشرر. كونوا بخير .