29 أكتوبر 2025

تسجيل

من أخطاء الأسرة في تربية أبنائها

23 مايو 2012

من الأسباب الرئيسية لانحراف الأبناء وإقدامهم على العنف هو التفكك الأسري الذي تعاني منه الأسرة العربية لأن انحرافات الأبناء تعود في جزء كبير منها إلى غياب الأب حيث اللامبالاة من رب الأسرة تجاه أسرته وغيابه معظم الأوقات خارج منزله وانشغاله بجمع المال لدرجة قد تصل إلى عدم معرفة أسماء المدارس التي يدرس بها أبناؤه أو الصفوف الدراسية التي وصلوا إليها أو التقديرات والدرجات التي يحصلون عليها. فانهيار البناء الأسري يؤدي في أحيان كثيرة إلى ارتفاع نسب الطلاق مما يتسبب بدوره في انحراف الأبناء إلى جانب الانحراف من الداخل حيث تنعدم القدرة كنتيجة طبيعية لإدمان الأب مثلا حيث تبين أن معظم جرائم السرقات بالنسبة للأطفال تتم بدافع المغامرة وتمثل انعكاساً للنزعة العدوانية والحرمان العاطفي الذي يعاني منه الطفل وليس الحاجة المادية. * غياب التواصل بين الآباء والأبناء يرى التربويون أن غياب التواصل الجيد بين جيل الأبناء وجيل الآباء من أبرز المشكلات المجتمعية التي ينعكس أثرها في سلوكيات الأبناء فالتواصل الحالي أصبح مادياً في حين اختفى التواصل المبني على علاقات وثيقة دائمة تتضمن الثقة بين الطرفين والتراحم والتعاطف والسبب في ذلك يرجع إلى العولمة ووسائل الاتصال الحديثة التي باعدت بين الأبناء وأسرهم إضافة إلى غلاء المعيشة واختلاف الأسس والنظم التعليمية. * تقييد حرية الأبناء والتسلط في تربيتهم يقصد بـ التسلط – المنع والرفض الدائم لرغبات الطفل من جانب الأسرة أو المحيطين به والوقوف حائلاً أمام قيامه بسلوك ما ومن مظاهر التسلط القسوة والصرامة والعنف والغضب والحرمان والأمر والنهي والعقاب المستمر عند تربية الطفل ومعاملته ويتصف الآباء بأنهم يكثرون من إبداء النصائح والتوجيه المستمر للأبناء وفي مواقف غير ممارسة خاصة إذا كانت أمام أفراد من خارج الأسرة أو بالشارع كما قد يعظمون صغائر الأمور التي قد يرتكبها الطفل بسبب قلة خبرته الحياتية. ومن أشكال التسلط الوالدي تنشئة الأبناء على غرار نوع التربية التي تعرض لها الآباء في الصغر فقد يلجأ الآباء إلى تحديد طريقة نوم أولادهم وطريقة استذكار دروسهم ونوعية أصدقائهم وكذلك ملابسهم وهذا الأمر يسبب للأبناء الحرمان من ممارسة حقوقهم. طموحات الآباء وزيادة تسلطهم طموحات الآباء الزائدة تجعلهم يفرضون على أبنائهم نوعاً من التعليم أو المعيشة التي كانوا يتمنونها لأنفسهم من قبل ولم يتمكنوا من الوصول إليها، والواضح أن هذا النوع من (الطموح الزائد) يأتي بنتائج عكسية حيث يرغم الطفل على نوع معين من التعليم لا يرغب فيه ولا يتناسب مع ميوله وقدراته ولا يشبع حاجاته ورغباته مما يؤدي إلى الفشل في القيام بالدور المطلوب بالإضافة إلى شعور الأبناء بالنقص والتحطيم. الحماية الزائدة وأثرها في تنشئة الأبناء الحماية الزائدة مثل التسلط يسلب شخصية الطفل ويؤدي إلى إصابته بالاضطرابات النفسية والسلوكية ومن أشكال الحماية الزائدة مثلاً أن يقوم أحد الوالدين أو كلاهما بالقيام بأدوار الطفل التي يجب أن يؤديها بنفسه دون تدخل من الآخرين مثل عمل الواجبات المدرسية أو مرافقته عند ذهابه إلى المدرسة وهذه الحماية الزائدة تخلق عند الطفل متاعب وصراعا في حياته المستقبلية كالقلق وعدم الثقة بالنفس أو القدرة على اتخاذ القرارات. الإهمال والتمييز من أشكال التسلط هناك عدد من الآباء ينبذون أطفالهم ويهملونهم ويتركونهم دون رعاية أو متابعة أو تشجيع ودون غرس للقيم والمبادئ ومن صور الإهمال عدم الاهتمام بنظافة الطفل أو نظامه الغذائي وإهمال حالته الصحية وعدم مدحه أو إثابته عندما ينجز عملاً ما والسخرية منه ومن أعماله مما يقتل داخله روح المبادأة والابتكار والتنوع. التدليل والقسوة وأثرهما في تربية الطفل يقوم بعض الآباء بإشباع حاجات الطفل في الوقت الذي يريده مهما تكن هذه الأشياء مشروعة أو غير مشروعة، ويكون أفراد الأسرة في طاعته، ومن هنا ينشأ الطفل على الأخذ دون العطاء والأمر والنهي دون معرفة مسؤولياته وينشأ على اللامبالاة وعدم تحمل المسؤولية والاعتماد على الآخرين في تصريف أمور حياته. بعض الآباء يلجأون إلى استخدام القسوة في تربية الأبناء وكذلك العقاب البدني، والنفسي، ومن مظاهر هذا الأسلوب في التربية عدم الابتسامة في وجه الطفل والتقليل من شأنهم والميل إلى العقاب والخشونة والغلظة دون هوادة أو تسامح وهذا يجعل الطفل يفقد الثقة في نفسه ويخاف من تحمل المسؤولية ويشعر بالعجز. آثار أساليب التسلط على شخصية الطفل يتفق التربويون على أن الأطفال ضحايا العنف التربوي فالأطفال الذين يعانون عنف السلطة يصبحون سلبيين ومحبطين وتنعدم لديهم القدرة على المبادرة وقد يؤدي العنف الذي يتعرضون له إلى انتحارهم وإلى حالة عدمية من البرودة النفسية ويؤدي أيضاً إلى نزعة عدوانية عند الأطفال كما تؤدي الأساليب التسلطية إلى بناء شخصيات انطوائية انسيابية غير واثقة من نفسها وتوجه عدوانها نحو ذاتها – فعلاً الأساليب التسلطية في تربية الطفل تؤدي إلى بناء شخصية متمردة خارجة على قواعد السلوك وقواعد القانون لتفجير مكبوتات القهر والمعاناة الناجمة عما تعرضت وتتعرض له من قسوة والواقع أن هذا الأسلوب يشعر الأبناء بالقصور والدونية والعجز والنقص وعدم القدرة على إبداء الرأي أو المناقشة أو المشاركة.