12 سبتمبر 2025
تسجيلفي البداية دعوني أقولها بقلب حزين وأمل كبير بإذن الله أن يزيل عن السودان الشقيق هذه الغمة التي لحقت به وغضب ( العساكر ) المستعر إلى داخل البيوت التي من المفترض أن تكون آمنة فإذا بالرصاص يلاحقها ويخترق جدرانها ويهدد ساكنيها وكأن السودان لم تكتف بما سبق من الظروف الصعبة والمؤلمة ليزيد ( البرهان وحميدتي ) عليها الهموم ويضاعفان من الآلام التي لحقت بشعبها الذي تأمل خيرا بعد إسقاط البشير وكسر عصاته المشرومة التي كان يرقص بها حتى وقد انفصلت بلاده وباتت دولتين وبعد أن وصل الثوار إلى مشارف قصره وكان يتجاهل كل تلك المشاكل والقحط الذي كان يعيش في أتونه السودانيون وهو يرقص فإذا بالعسكر يعلنون أن لا حكم للبشير بعدها وأن الأمن والأمان والمستقبل الباهر هو ما ينتظر هذا الشعب الذي فرح بإسقاط طاغيتهم وصدق من خلفه بأن الحكومة المدنية قادمة كما وعد الانقلابيون فإذا الأمر يمتد ويبدأ السودانيون بالتململ في انتظار أن تصدق الوعود فيحتجوا مرة ويهدأوا مرات حتى انقلب الأمر بين الحليفين البرهان وهو من يسيطر على العاصمة وبين حميدتي الذي ابتعد عن المشهد السياسي باختياره أو رغما عنه فلا أحد يعلم دهاليز السياسة التي قامت عليها حكومة السودان بعد خلع البشير الذي بات اليوم عرضة لأحكام متشددة إما بالسجن الطويل أو بالإعدام مقارنة بحجم التهم التي لحقت به ولاتزال تدور في أروقة المحاكم السودانية التي ترفض حتى الآن طلب المحكمة الجنائية بمحاكمته على منصتها بدعاوى الإرهاب التي لاحقت فترة حكمه وتنطلق شرارة الحرب على حين غرة بين قوات الدعم السريع الذي يترأسها حميدتي وبين البرهان الذي يُعد الحاكم العسكري الفعلي والنظامي لجمهورية السودان وكل طرف يتهم الآخر بأنه هو من بدأ الحرب وهو صاحب أول طلقة رصاص ضد الآخر في العدوان الذي تفجر بين فصيلين كانا حتى البارحة حليفين وكلاهما وعد الشعب بأن القادم أفضل، فما الذي يجري في هذا البلد بالضبط وهل بتنا على مشارف ( ليبيا ) جديدة لا سمح الله ويكون حميدتي حفتر السودان القادم وسط أنباء متداولة وشبه مؤكدة أن حفتر الليبي والذي يأس من اختراق طرابلس العاصمة قد شد رحال قواته لمساندة حميدتي للوصول إلى سدة حكم المجلس السيادي العسكري السوداني وإسقاط عبدالفتاح البرهان بعد محاولات الأول ضم قوات الدعم السريع البالغة عناصرها بنحو 100 ألف عنصر إلى الجيش النظامي السوداني والخلاف حول من سيقود القوة الجديدة بعد ذلك الانضمام مما دعا حميدتي إلى نشر عناصره حول محيط العاصمة مما عدها الجيش النظامي للبرهان بأنها إعلان حرب صريح ويقع المحظور الذي لم يفكر أي طرف بأن كل هذه الاشتباكات تقع وسط أحياء مدنية لا ذنب لساكنيها فيما يجري هذا الصراع على السلطة وعدم لجوئهم للحوار والهدنة التي كانت يجب أن تتحقق لظروف الأبرياء أولا ولعيد الفطر المبارك الذي لا يبدو أن السودانيين قد شعروا به واستقبلوه كما كانوا يستقبلونه كل عام للأسف الشديد ولذا التنبؤ بمن يمكن أن ينتصر في هذه الحرب التي قد تخلف قتلى وجرحى لا سمح الله يبدو ضبابيا للغاية وسط دعوات رسمية بأن يتوقف كل هذا العبث غير المسؤول بأروح الأبرياء لا سيما وأن واشنطن قد بدأت بضخ قواتها على مشارف السودان استباقا لأي تدخل مفاجئ لها وهذا ما لا نرجوه للسودان الذي اكتفى حقيقة بالماضي الأسود الذي مر به ولا أتوقع أنه مستعد للدخول في دهايز المستقبل المظلم خصوصا وأن البرهان وحميدتي لو كانا يفكران بهذا الشعب لما أطلقا رصاصة واحدة باتجاه البيوت المأهولة ولكن... !