14 سبتمبر 2025
تسجيلجميعنا نعلْم، بأن لكل موظف سن معينْ يَقِف عنده عن العمل، ويُحال بعدها الى ما يُسمى ب (التقاعد)! والذي يعتبره الكثيرون (نهاية الحياة) و إن كانوا أحياءّ! فقد أُنشئت الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية سنة 2002، ثم أُعيد تنظيمها سنة 2014. فلها شخصية معنوية وموازنة تلحق بموازنة وزارة المالية وتتبع وزير المالية ولها رئيس يمثلها يصدر بتعيينه قرار أميري وتهدف الهيئة إلى تأمين الحياة الكريمة للمتقاعدين والمستحقين عنهم. "الحياة الكريمة" وضعت خطاً تحت الجملة المهمة، والتي يطمح لها كل شخص في هذه الحياة! فما هي الحياة الكريمة، التي يهدف لها كل شخص على هذه الأرض؟ الستر والعيش بكرامة وأمن وتوفير احتياجاته واحتياجات من يعْول، وأن لا يحتاج يوماً ما لأحد! هذه باختصار مفهوم "الحياة الكريمة" مُنذ مدة، كُنتْ أتحدث مع أحد الزملاء من احدى الدول الأوربية – فهو مُتقاعد في بلاده – و أتى إلى قطر للعمل مُنذُ قرابة ال 10 سنوات! يقول: "إن الجهة التي كان يعمل بها، قبل إحالته للتقاعد عملتْ معه لقاءً لمناقشة ما هي خططه المستقبلية؟ وماذا سيفعل باقي حياته؟ والأهم، ما هي أمنياته قبل احالته إلى التقاعد؟ وإذا كانت هناك أية مطالب بإمكانهم تحقيقها له أو المساعدة فيها!؟ أعجبتنيّ الفكرة، والتي من المُفترض أن تُطبقْ عندنا أيضاً، فالموظف الذي يُحال إلى التقاعد بعد سنوات عديدة من العمل و الكفاح والعطاء لبلده، يتمنى أن يجدُ الرعاية والاهتمام قبل وداعه وإرساله إلى بيته وكأنه يُرسل إلى (منصة إعدامه)! إن الهدف من إحالة الموظف إلى التقاعد ليس الاستغناء عنه ورميه كما يرددْ ( الكثيرون)! وإنما تقديراً لسنوات عمله وجهوده فهذا يُعتبر (راحة ) و ( تقديرا ) له/ لها! ولكن كيف تكون هناك راحة، ونجد الاغلب (مديون) ومُثقل بالالتزامات التي من شأنها أن تؤرق حياته؟ و قد تؤدي به إلى السجن أحياناً! فمن منا، ليس عليه أقساط والتزامات مالية للبنك وايجار منزل (لمن لا يملكون منزلا خاصا بهم)، وأولاد يتعلمون ولهم التزاماتهم ومتطلباتهم، ورواتب الخدم والسائق وووو غيرها من المتطلبات! فالمعيشة غالية، والمتطلبات كثيرة، والالتزامات أحياناً تكون أكبر من قيمة الراتب المدفوع عند التقاعد! فأين هي (الحياة الكريمة ) هنا!؟ رسالة للمسؤولين، بإعادة النظر والتفكير في آلية التقاعد، ووضع قانون لدراسة حالة (المتقاعد) قبل احالته إلى التقاعد، والتأكد من مقدرته/ مقدرتها على العيش بكرامة وأمان وأمن واطمئنان وعيش كريم، فدولتنا وحكومتنا لم تآلوا جهداً في توفير ذلك أثناء عمل الموظف، وأنني على ثقة تامة بأنها ستقوم بذلك بعد احالته/احالتها إلى التقاعد!