17 سبتمبر 2025

تسجيل

تحذيرات من انعدام الأمن الغذائي

23 أبريل 2017

إعادة رسم استراتيجيات جديدة للاستثمار الغذائي انعدام الأمن الغذائي.. تحذيرات أممية أطلقتها مؤخرًا المنظمات الدولية لإنقاذ ملايين الفارين من النزاعات المسلحة، آخرها المطالبة بتوفير الغذاء الصحي لأكثر من 19 مليون نازح من اليمن، وملايين النازحين من الصراعات في سوريا والعراق واليمن وليبيا، ومثلها في القارة الإفريقية التي تعاني الجفاف والتصحر والجوع. فقد تراجعت الجهود الدولية عن توفير اقتصاد آمن للغذاء والمأوى بسبب عدم استقرار الشرق الأوسط أولًا، وتأثر العديد من المنظمات الدولية والإغاثية بأشكال الدمار الذي طال مؤسساتها العاملة على الأرض. ولم تعد التنمية اليوم تبحث عن دراسات أو رؤى مستقبلية بقدر الحاجة الفعلية والملحة لملايين الأطنان من الغذاء والمشرب والمأوى الآمن لإنقاذ ملايين الجوعى والمشردين والمتضررين من الدمار. فالاستقرار السياسي والاجتماعي يوفران آلية منهجية لتحقيق التنمية، إذ من دون البرامج الإنمائية وجهود العاملين من خبراء ومختصين في مختلف أوجه الاقتصاد لا يمكن النهوض بأيّ برنامج، وهذا سبب تراجع الكثير من المنظمات الدولية. ولا أعني بالتراجع الضعف إنما الضرر الذي لحق العديد من مؤسسات توفير الغذاء الآمن في دول التوتر، تسببت في إحجام الأهداف الإنمائية عن إكمال مهماتها. الأمن الغذائي رسالة عالمية لتحقيق فائض مناسب للأجيال القادمة من المحاصيل الزراعية والحبوب والأراضي الصالحة والمياه، وصياغة بيئة اقتصادية جاذبة للنمو في قطاعات الزراعة والرعي والإنتاج الغذائي، وبناء بيئة إنتاجية تفي باحتياجات المجتمعات الحالية، تحقق الاكتفاء الذاتي أولًا، ثم تبني مستقبلًا منتجًا محفزًا للاستثمار. ومما لا شك فيه أنّ عالمنا العربي تراجعت فيه نسب الإنتاج الزراعي والغذائي كثيرًا، وتأثرت مجالات التنمية فيه بدرجة ملحوظة للأسباب التي ذكرتها سابقًا، ولعل أبرزها عدم توافر أرضية مستقرة للإنتاج والاستثمار في قطاع الغذاء. في المقابل، هناك هدر كبير في الإنتاج الغذائي الذي لا يجد فرص الترويج الملائمة، أو الذي يدخل مناطق صراعات يعوق توزيعه وتصديره، إضافة ًإلى الخلافات السياسية التي تحول بعض المناطق إلى بؤر صراع تعيق اقتصاد الزراعة والغذاء كثيرًا. فالأمن الغذائي يحتاج إلى وضوح الرؤى المستقبلية، والأدوات التشريعية الفاعلة للعمل به، وألا يكون طرفًا في أيّ صراع، لأنه يقوم عليه اقتصاد الدول، إذ إنّ الوضع الراهن للإنتاج الغذائي العالمي تضرر بفعل الديون وتعدد البرامج السياسية وقلق الأسواق المالية من أسعار الطاقة، الذي أثر سلبًا على خطط التنمية. ورغم الجهود التي تبذلها كل دولة لتحقيق الأمن الغذائي لديها إلا أنّ مجمل الأحداث تتطلب المزيد من إعادة النظر في دراسات الأمن الغذائي، ولعل الأهم هو إعادة رسم إستراتيجيات جديدة للاستثمار الغذائي. [email protected] [email protected]