12 سبتمبر 2025

تسجيل

قطاع رواد الأعمال في قطر

23 أبريل 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كان من اللافت أن تبادر قطر لتنظيم قمة رواد الأعمال التركية القطرية بالتزامن مع معرض إكسبو تركيا في قطر، وهو ما يدلل على تحول نوعي في عقلية وتفكير القائمين على تنظيم المؤتمرات والفعاليات مع الدول الصديقة بطريقة تصب مباشرة في تحقيق أهداف معينة يتم السعي لتحقيقها والابتعاد عن العموميات في تنظيم هذه الفعاليات. ومن غير شك، فإن قطاع رواد الأعمال في قطر، وفي دول الخليج العربي عموما، يعتبر من القطاعات الناشئة التي تحتاج للرعاية والاستفادة من التجارب الدولية الناجحة. وتمتلك تركيا بالفعل تجربة ناجحة للغاية في بناء قطاع رواد أعمال ناجح ونشط. ويكفي أن نعرف أن قطاع رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تركيا يوظف نحو 10 ملايين عامل، يشكلون نحو ثلث مجموع الأيدي العاملة، كما أنه يولد قيمة مضافة للاقتصاد تبلغ نسبتها نحو 54% من مجموعة القيمة المولدة سنويا. إن قطاع ريادة الأعمال في دول المنطقة، وكما أشرنا، حديث، لكنه يشهد ازدهارًا كبيرًا يمكن ملاحظته من خلال الاستثمارات الكبيرة وانتشار الشركات الناشئة والأفكار المبدعة من قبل رواد الأعمال المغامرون. ومن الطبيعي مع اتساع رقعة هذه القطاع أن تبرز العديد من الصعوبات على السطح، حيث تشير أحد المسوحات إلى أن حوالي 57% من الذين شملهم المسح يعانون من صرامة القوانين والأنظمة الحكومية الصارمة و51% من عدم توفر التمويل، بالإضافة إلى الحاجة إلى إنشاء العلاقات أو "الواسطة" (29%). وهناك اتفاق بين الكثير من الخبراء في مجال ريادة الأعمال ومن من خلال عرضهم لأبرز المشاكل التي تواجه هذا القطاع، بأنه رغم النمو الملحوظ في الاستثمارات في هذا القطاع، لا تزال المبالغ التي يتم استثمارها في الشركات الناشئة، صغيرة. وتواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة مشكلة أكبر في جمع التمويل اللازم للتوسع، ما يضطر تلك الشركات إلى الحد من نشاطاتها والتأخر عن المكانة التي تستطيع الوصول إليها. كما يعاني قطاع رواد الأعمال من غياب نظام ايكولوجي متماسك ما يضع رواد الأعمال وشركاتهم الناشئة في مواجهة عوائق يومية غير متوقعة. وغالبًا ما تكون حلقة أو أكثر مفقودة من السلسلة. كما تعمل الشركات الناشئة في المنطقة ضمن سوق صغير نسبيًا. والشركات التي تسعى إلى الربح من الإعلان، على سبيل المثال، تصطدم بحجم السوق المحدود. وتزيد المنافسة بين الشركات الناشئة الأمر سوءًا، إذ تمنع الشركات من التوسع إلى أسواق جديدة في المنطقة. ويمكن للتعاون بين الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة أن يوفر الأرضية اللازمة لتجاوز العديد من العقبات. فمن خلال التعاون، يمكن حل مشكلات التسويق، والوصول إلى أسواق أكبر، وسد ثغرات النظام الإيكولوجي، بالإضافة إلى تقديم آلية أكثر فعالية للوصول إلى المعلومات، وهو العنصر الأهم لريادة الأعمال. أيضا مازالت الأنظمة التشريعية، وكما أوضح المسح أعلاه، بعيدة عن دعم الأعمال، حيث يستغرق إنشاء شركة وقتًا يصل أحيانًا إلى شهر كامل، في حين يمكن إنشاء شركة في الولايات المتحدة خلال 24 ساعة. ويؤدي التعامل مع التشريعات والروتين إلى إضاعة طاقة رواد الأعمال ووقتهم، كما يزيد من تردد المستثمرين في دعم المشاريع الجديدة. كما يرتكب معظم رواد الأعمال في المنطقة خطأ شائعًا، وهو أنهم لا يجمعون من التمويل إلا ما يلزمهم للبداية وحدها، في حين يتوجب على أي شركة ناشئة أن تتمول بما يكفي للعمل مدة 18 إلى 24 شهرًا، وهي الفترة التي تحتاجها الشركات عادة لجني ربح حقيقي.