27 أكتوبر 2025
تسجيلمدعوون كلنا اليوم لنعانق لحظة جميلة من اللحظات القليلة التي نسمو بها فوق هامات السحب المحملة بأرق نسيم تحمل في طياتها عالما يرنو إلى وجودنا معه نصفق له ونهتف باسمه، إنها ليالي مهرجان الدوحة المسرحي في نسخته الخامسة الذي سيزيح الستار عنه المسؤول الأول عن الحركة الثقافية في وطننا الحبيب سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، ومن منطلقه سيلتئم شمل الفنانين المسرحيين القطريين محتفين بهم في يومهم هذا الذي سيتبارون فيه بتقديم كل ما في جعبتهم من إبداعات وتجليات تتجسد بالتناوب بين خشبة مسرح قطر الوطني وخشبة مسرح كتارا . تسعة أيام متواصلة ستشهد ولادة أعمال مسرحية جديدة تدخل فيها فرقتان جديدتان اشتهرتا حديثا لتنضما إلى كوكبة نجوم المسرح في بوتقة واحدة تحت مظلة وزارة الثقافة والفنون والتراث التي هيأت لتلك الليالي كل عوامل النجاح من دعم وبرامج ثقافية وفكرية وضيوف على مستوى الحدث الثقافي الفني وتشكيل لجان متنوعة كل يؤدي مهامه على أحسن وجه لإنجاح هذه الفعاليات المنتظرة . مقولة مأثورة نسمع ترددها دائما ولا نعرف قائلها وهي مقولة "أعطني مسرحا أعطك شعبا عظيما" فمهما اتفقنا أو اختلفنا في معناها ونسبها لصاحبها الأصلي فسيظل للمسرح بريقه ومكانته كما كان منذ قديم العصور . بالطبع، إن للمسرحيين قناعاتهم بأقوال العظماء مثل المفكر الفيلسوف أرسطو الذي نشأ حيث نشأ المسرح، ومن أجمل ما قاله عن المسرح "إن لدى الناس منذ الطفولة غريزة التشخيص" ومن هذه الناحية يختلف الإنسان عن الحيوانات الأخرى في أنه أكثر قدرة على المحاكاة .. إن للإنسان غريزة التمثيل منذ الصغر .. إن المتعة واللذة التي نحصل عليها من هذه العملية هي تحول الحياة إلى مسرح. على حدّ تعبير شكسبير فإن الحياة تجسيد لواقع يتّخذ شكل مسرح كبير وعلى هذا الجانب يقول "الدنيا مسرح كبير، وإن كل الرجال والنساء ما هم إلا لاعبون على هذا المسرح"، المسرح للذين يعرفون دوره يحتل نقطة البداية، لا في تحريك وتطوير الثقافة الشعبية فقط، بل هو مصدر الشرارة التي تلهم الإنسان العطاء، وتدفعه نحو الرقيّ الفكري، المسرح عالم جامع ولذا لقب بـ(أبو الفنون). من هنا ينبع المسرح... إنه من أصل الإنسان... من رغبته الفطريّة في التّجسيد... من خياله الواسع الذي هو أصل الحياة.... من الحياة نفسها... فهو كما هو باستمرار عاطاءاته وتطوره، فأعطونا الفرصة كي نعيش مع عالم المسرح في هذه البقعة المشعة من العالم، نساير المسرح العالمي ونتبادل المعرفة والفكر لننسج خيوطا تتشابك لإسعاد البشرية في أي مكان كان . هلموا إذا إلى فرجة مسرحية ولا تحرمونا حضوركم المقدر وآراءكم المفيدة، إننا جميعا نطمح إلى مسرح نتفاعل فيه لخلق حركة مسرحية قطرية واعدة ترنو إلى العلى. وسلامتكم