17 سبتمبر 2025
تسجيلجاء في الأخبار: أن عشرين شركة جنوب إفريقية فسخت عقودا مع شركات إسرائيلية من بينها مصانع وسلسلة متاجر لتعاقداتها الأمنية مع شركة "G4S" احتجاجا على تقديم الأخيرة خدماتها للسجون والمعتقلات الإسرائيلية (نشرة الزيتونة 17 أبريل الحالي 2015).الخطوة تأتي بعد مدة قصيرة فقط من توقيع 400 بروفيسور أمريكي على بيان مشترك أعلنوا فيه عن مقاطعتهم للجامعات والمعاهد الصهيونية. الأهم ما جاء في بيانهم فمضمونه يؤكد: الإقرار بأن المجتمع الدولي لا يحاسب إسرائيل. أن لديهم مسؤولية أخلاقية لاعتبار الحكومة الأمريكية وإسرائيل مسؤولتان عن الجرائم ضد المجتمع المدني الفلسطيني. أن الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة غير قانوني. أن إسرائيل تمارس التمييز العنصري ضد الطلبة الفلسطينيين في الجامعات والمعاهد الإسرائيلية. كذلك تضمّن البيان: تعبيرهم عن قلقهم من التاريخ الطويل لإسرائيل في مصادرة المخطوطات الفلسطينية. وتواطؤ المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية مع سلطات الاحتلال واضطهاد الفلسطينيين. ومن هذه المؤسسات: جامعة بن غوريون. الجامعة العبرية. جامعة بار إيلان. جامعة حيفا. وجامعة بن غوريون عبّرت عن دعمها غير المشروط لجيش الدفاع الإسرائيلي. وأن هناك تواطؤا بين المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية والجيش والأمن والسلطة السياسية في إسرائيل. أكد العلماء في بيانهم على: عدم التعاون والتدريس وحضور المؤتمرات والنشر في المجلات الأكاديمية في إسرائيل واستمرار ذلك حتى إنهاء هذه المؤسسات تواطئها في انتهاك الحقوق الفلسطينية المنصوص عليها في القانون الدولي. واحترام إسرائيل الكامل للحقوق الوطنية الفلسطينية بما في ذلك: حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ممتلكاتهم وديارهم المنصوص عليها في قرار الأمم المتحدة رقم 194. أهمية القرار والبيان: أنهما صادران عن مؤسسات أكاديمية أمريكية، حيث إسرائيل تعتبر الولايات المتحدة ملعبها الرئيس. وساحة محجوزة على الدوام لها. كما أن أمريكا هي الحليف الاستراتيجي الأول والأهم لها وللحركة الصهيونية عموما، من قبل. وفي عام 2006 قرر أعضاء الرابطة الوطنية للمعلمين ورابطة أساتذة الجامعات البريطانية. مقاطعة إسرائيل أكاديميا. نفس الخطوة اتخذتها الحكومة الإسبانية في عام 2009 ضد جامعة "بار إيلان" لأنها مقامة على أراضي الضفة الغربية، وجرى منعها من المشاركة في المرحلة النهائية للمسابقة الدولية بين كليات الهندسة المعمارية. أيضا فإن هناك بداية لمقاطعة ثقافية للكيان على صعيد العالم الغربي. رواد هذه المقاطعة: الموسيقار العالمي روجير واتيرز. الكاتبان العالميان: أرونداتي روي. إدواردو غاليانو. المخرجان: كين لوتش. جان لوك غودار. الممثلة الأمريكية ميغ رايان التي سبق لها أن انسحبت من مهرجان الفيلم الذي انعقد في القدس في يوليو 2010 بسبب الغارات الصهيونية على أسطول الحرية. إضافة إلى كل ذلك: المقاطعة الاقتصادية لدول المفوضية الأوروبية لمنتجات المستوطنات. مقاطعة شاملة من قبل جنوب إفريقيا لإسرائيل. كذلك في العديد من دول أمريكا اللاتينية بدأت بوادر مقاطعة للكيان. وفي تركيا. فرنسا وغيرها من دول العالم وفي مختلف أنحاء القارّات.من قبل: أعلنت شركة ”بوسكاليس” الهولندية العملاقة، وشركة "كوندوتي دي أغوا" الإيطالية انسحابهما من عطاءات لبناء ميناءين قريبين من مدينتي حيفا وأسدود، وذلك على خلفية العواقب السياسية السلبية لنشاطهما في إسرائيل. شركة ثالثة من بلجيكا اتخذت ذات الخطوة. إن دويتشي بنك أكبر بنك ألماني وثالث أكبر بنك في العالم. يعتبر أن "نشاط البنوك الإسرائيلية في المستوطنات هي نشاطات غير أخلاقية"، ولذلك تعهد هذا البنك مؤخراً لزبائنه: بعدم استثمار أموالهم في شركات لا تستجيب "لمواصفات أخلاقية". وعدّد البنك. قائمة شملت 16 شركة كهذه (لا تستجيب للمواصفات الأخلاقية) في أنحاء العالم، في مقدمتها "بنك هبوعليم" وهو أكبر بنك إسرائيلي، ويليه 13 شركة تعمل في مجال التجارة بالأسلحة والمواد المتفجرة والعتاد العسكري في العالم وفي إسرائيل.إن من أبرز وأدنى أساليب مقاومة العدو المحتلّ للأرض الفلسطينية والعربية، والمغتصب لإرادة البشر تحت الاحتلال. مقاومته وعدم التطبيع معه من الأمة العربية بكاملها. ونحمد الله أن المقاطعة ناجحة بفضل أبناء أمتنا العربية واللجان الشعبية العربية للمقاطعة. في العمل والنضال الدؤوب لمواصلة خطواتها.لقد حاولت إسرائيل التطبيع مع الشعب المصري.. لكن بوعيه أفشل التطبيع.إسرائيل حاولت وما تزال وبكل الوسائل اختراق الشعب العظيم في مصر. كما كل شعوبنا العربية.. لكن وعي أمتنا أفشل مخططاتها.من الملاحظ: أن حركة المقاطعة للمستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية تتنامى بشكل متسارع مؤخراً، كحصيلة لنشاطات جمعيات ومنظمات أهلية فلسطينية وعربية ودولية. نعم المقاطعة في طريقها للتحول إلى ظاهرة. وقد بدأت تقلق إسرائيل. لقد خسرت المستوطنات الإسرائيلية العام المنصرم 2014 (وفقا للتقديرات الأولية) حوالي 23.5% من تجارتها مع الدول الأوروبية وغيرها. نعم بدأت تتكاثر المؤسسات الأكاديمية والإقليمية والشركات والمؤسسات الأوروبية التي تعلن مقاطعتها لإسرائيل في دول عديدة من الصعب إيرادها كلها في مقالتنا هذه.ليس أدل على مدى تأثير المقاطعة على إسرائيل من تصريحات المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم! صرّح وزير المالية الإسرائيلي في حينه يائير ليبيد. في خطابه في جلسة من جلسات مؤتمر هرتزيليا الـ 15 وكان ذلك في 29 يناير 2014: "المقاطعة وبخاصة الأوروبية تؤثر علينا بشكل كبير. الاحتمالية كبيرة لفقدان 9800 عامل وظائفهم في العام الحالي. التصدير لأوروبا في العام 2013 خسر بنحو 20 مليار شيكل. والقطاع الصناعي خسر 11 مليار شيكل". شيمون بيريز وفي اجتماع لسفراء ورؤساء ممتليات إسرائيل في الخارج. كان ذلك في 5 يناير 2014 قال بالحرف الواحد "إن المقاطعة الاقتصادية لإسرائيل أخطر عليها من التهديدات الأمنية". ردّت تسيبي ليفني على تقرير انتقد تصريحات سابقة لها عن: أثر المقاطعة على إسرائيل (التقرير حاول تهميش تأثير المقاطعة) فقد أصدرت بيانا قالت فيه: "إن من حق مواطني إسرائيل معرفة الحقيقة وألا يستمعوا إلى الكذابين الذين يمارسون التضليل عليهم، لأنهم يخدمون من لا يريدون التسوية السياسية.. المقاطعة تؤثر علينا كثيرا". من تصريح لها نقلته "معاريف" في 23 يناير 2014. نعم: إن حركة المقاطعة للكيان تتعاظم.