مقبرة الإبداع

جاء في قصة كليلة ودمنة أن مجموعة من اللصوص أرادت السطو على منزل، وشعر رب المنزل بحركتهم، فأهدته زوجته إلى حيلة وهي أن يتحدثا عن ثروته الطائلة التي جمعها بالسرقة وأنه استخدم طريقة سحرية في جمع هذه الثروة وهي إذا دخل البيوت نزلها على ظهر شعاع من ضوء القمر، وكان كل ما يحتاجه ترديد سبع مرات شولم.. شولم، فلما هم زعيم العصابة أن ينزل السطح بنفس الطريقة دقت عنقه. نحن نريد تنمية الإبداع لدى كل من لديه رغبة حقيقية في العمل وخدمة هذا البلد بالصعود على أشعة ضوء القمر، كيف يمكن ذلك مع كل هذه العراقيل الإدارية البيروقراطية والتي تدق عنق الإبداع. إن عدم تحمل النقد، وانعدام آلية المراجعة، ووضع العراقيل وإحباط العديد من المشاريع من قبل بعض المسئولين الذين يغنون بعيدا عن السرب من شأنه أن يطيح بكل محاولات الإصلاح والتنمية والتطوير، إذ لا بدّ أن يترافق تطبيق السياسات العليا الرامية إلى تطوير المجتمع القطري،، مع عمليات التنمية والإصلاح الإداري في جميع المستويات بهدف إحداث تغيير نوعي وجذري في الوسائل والأساليب الإدارية. لذلك لابد أن نعمل معا على توفير بيئة تنظيمية ملائمة تنظر إلى الإبداع والتطوير كهدف مؤسسي متجدد من خلال سعيها لإيجاد التنظيم والأساليب التي تجعل للعملية الإبداعية قيمة حقيقية لدى جميع أفراد المجتمع القطري من خلال تبني نظام مؤسسي يقوم على أساس المشاركة، وفتح قنوات الاتصال والحوار وتبادل الآراء والأفكار، والنقد البناء والاهتمام بالعلاقات الإنسانية في العمل مما يخلق نوعا من الولاء والانتماء المؤسسي يدفعهم إلى تقديم الآراء والأفكار المبدعة. أما أن نقدم وصفة سحرية للمهتمين والراغبين في المشاركة بتطوير وتنمية هذا الوطن الغالي بهدف أن يدق عنقه فهذا أمر يحتاج إلى وقفة طويلة. فلسفتي / كلمات تفتح الأبواب المغلقة