16 أكتوبر 2025
تسجيليتفق الجميع في اليابان أن موقع المعلم يأتي بعد الإمبراطور مباشرة، وهذا سر تفوق اليابان العلمي، فهم يعرفون أن العلم الذي يكفل لبلدهم التقدم والتميز لا يأتي إلا عبر المعلم، وأن هذا المعلم لا يرجى منه نفعا إن لم يكرم، فكرموه بوضعه في الدرجة الثانية بعد الإمبراطور بحيث يسبق بذلك وزراء ونواباً وعسكريين وسياسيين ودبلوماسيين وغيرهم، من هنا جاء سر تفوق الدولة اليابانية. تأتي المبادرة القطرية في دعم المعلم وجميع العاملين في قطاع التربية والتعليم خطوة رائدة والتي تتضمن العديد من المزايا الوظيفية المحفزة للإبداع والنمو المهني، وتجعل دولة قطر من الدول الرائدة في الاهتمام بالتعليم على مختلف المجالات والأصعدة لتصبح سباقة في تعزيز مكانة المعلم، وبناء الحس الرفيع والفضول المعرفي لدى المعلم الذي نطمح إلى أن يدفعه نحو استطلاع ما لدى الآخرين من معارف وتجارب. ان اللائحة ستسهم إيجابياً في تطبيق الأفكار الجديدة التي تجعل من التجديد أمراً ممكناً، والتي سوف تعمل على توحيد النظم والقواعد والإجراءات المالية والإدارية في الحقل التربوي وتشجيع القطريين للعمل بالمدارس المستقلة، وتحفز الأنشطة والأساليب التي يتخذها القادة لتشكيل الأنظمة وصياغة الخطط التي تهدف إلى تحفيز الأفراد على تقديم الأفكار الإبداعية وبناء قدرات وطنية من القياديين التربويين والمعلمين والإداريين. لكن هل ستسهم هذه المبادرة في جعل مهنة التعليم في دولة قطر خدمة وطنية عامة، وواجباً قومياً يتجاوز أي جهد فردي أو فئوي خاص. إن زيادة الرواتب والحوافز الخاصة بالمعلمين بالتأكيد ستعمل كأحد الحوافز التي تشجع القطريين للالتحاق بمهنة التدريس والاستمرار فيها كذلك ستعطي فرصة للقطاع التعليمي للاحتفاظ بالعناصر المتميزة من المعلمين والاستثمار فيهم. لذلك وبعد أن قدمت الدولة كل ما يمكن أن يقدم ننتظر الكثير من المعلمين ننتظر أن نجد معلما يبتعد عن الأساليب التلقينية التي تعطل ملكة التفكير وتشل القدرة على الإبداع. فالمطلوب كثير إذ لا ينبغي أن لا يطلب من الطالب القطري استظهار معلومات بل تنمية حاسة التعلم، وتطوير القدرة على البحث، وتعليم التفكير، وتنمية الإبداع والابتكار. أما تركيز التعليم على تقديم المعلومات بمعزل عن تربية القيم فسوف يقود إلى إجهاض الخطة برمتها وتفريغها من محتواها التربوي والتنموي التطويري لتصبح شبحًا بغير روح؛ لذلك لابد من تنظيم القدرة على التعامل مع عناصر الحفز الخارجية والاستفادة منها، بالإضافة إلى القدرة على تحمل التغييرات في الهيكل والموارد البشرية، كما أن مكانة المعلم تكتمل بالتعامل الإنساني والتربوي مع أبنائه الطلبة وان حقوق الطالب في التفكير وإبداء الرأي جزء من رسالة المعلم. ◄ آخر الكلام: فلسفتي (كلمات تفتح الأبواب المغلقة)