02 أكتوبر 2025

تسجيل

ماذا ننتظر من حوار الأديان

23 أبريل 2013

كان من الضروري أن يعي القائمون على مركز الدوحة لحوار الأديان حساسية المرحلة التي يمر بها المركز بعد مضي عشر سنوات على إشهاره عام 2003، وعبوره لمسارات متفاوتة بين الازدهار والانكفاء وضمور بريقه الذي توهج في أولى مراحل نشاطه، وقد تعرض خلال مسيرته إلى العديد من العراقيل والتحدّيات التي حالت دون تحقيق الكثير من الأهداف المنشودة من الحوار بين الديانات السماويّة. تأتي الدورة العاشرة التي تنطلق فعالياتها هنا اليوم، وسط تحديات مفروضة يتطلب من مركز الدوحة لحوار الأديان أن يرسخ مكانه ويعيد بريقه كمؤسسة رائدة على مستوى العالم، ويعول عليه كمرجع رئيسي في مجال الحوار ومد الجسور بين أتباع الأديان المختلفة وخاصة الأديان السماوية الثلاث وهي (الإسلام والمسيحية واليهودية). كان الدكتور إبراهيم النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، واقعيا في مؤتمره الصحفي أمس الأول حين قال: "إن فكرنا هذا العام، أن نجيب على التساؤل المتعلق بماهية حوار الأديان وماذا يحقق؟ هل هو مجرد لقاءات واجتماعات داخل القاعات، أم هناك أكثر من ذلك؟". هذا التساؤل هو ما يراودنا حين يتقارب موعد انعقاده السنوي، وهو مطلب مشروع كي يعلم الجميع أن دولة قطر حين تدعم حوارا عالميا مثل ذلك فهي تضع منهجا واضحا لتحقيق هدفا ساميا يخدم الإنسانية جمعاء، كما هي سمعتها في كل المحافل العالمية. اختيار مركز الدوحة شعار هذا العام "تجارب ناجحة في حوار الأديان" يصب ضمن الإجابة المطلوبة لتطمين أفراد المجتمع عن نتاج عقد من الزمان عن حوار الأديان، وهل هو حكرا ومقصورا على الاجتماعات والقاعات؟ أم أنه محل نقاش اتباع الديانات الثلاثة "الإسلام، المسيحية، اليهودية" لحل قضايا التعايش السلمي وكل ما يهم البشرية عبر الحوار. إن الإعلان عن تخصيص جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان بمبلغ 100 ألف دولار تمنح لأفضل مؤسسة أو شخصية لها مساهمات فعالة أو مشاريع متميزة في مجال حوار الأديان انطلاقا من هذه الدورة؛ هي خطوة مهمة لإعادة هيبة المركز، كما أنها تعد حدثا مهما وإضافة نوعية ستحقق جذبا لكل الباحثين والدارسين من مختلف أنحاء العالم. الخلاصة أن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ظل بكل محاولاته الجادة بعيدا عن الواقع، بسبب غياب الثقة بين المتحاورين، وشعور كل منهم بالاستعلاء على الآخر دون تقبّله من أتباع الأديان السماوية الثلاث.. نأمل أن تكون الدورة العاشرة أكثر إثارة ومبشرة بالعمل الجاد والفعال بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة في المجتمعات الحديثة، على أساس من المبادئ الدينية والإنسانية المرتكزة على حوار هادئ وبناء ومثمر. وسلامتكم