28 أكتوبر 2025

تسجيل

آهات أرامل ومطلقات

23 أبريل 2013

لقد أثيرت على مدار الأيام الماضية في وسائل الإعلام المرئية ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير، معاناة في رواتب الأرامل والمطلقات، وسواء كان من تصريحات صدرت من الجهات المعنية وردود أفعال غاضبة ومنعكسة أثارت الرأى العام، وذلك يرجع إلى معاناة سابقة نندد بها الكثير من أهل العلاقة أنفسهم مع ذويهم ومطالبة الكثير ممن يأملون ويتأملون من ليست لديهم علاقة من ذوى العلاقة أنفسهم بأن يكون هناك مستوى دخل يليق بهذه الفئة المنسية، والتي تندرج تحت عدة فئات منهم من قدم الكثير والكثير في رفعة وارتقاء هذا الوطن في فترة سابقة، وعاشوا كل أنواع العمل والجد والجهد في ظل ظروف اقتصادية كانت تعتمد على مصادر دخل محدودة للغاية، وليست ذات ربح عال وقدموا ما استطاعوا تقديمه من أجلي وأجلك وأجل أجيال قادمة، ولم يطالبوا مني ولا منك ولا من الدولة أى مطالب صعبة التنفيذ، ولكن كل ما ننددوا به هو التقدير النفسي والاجتماعي والاقتصادي وعيشة كريمة تليق بهم وبما قدموه لقطر، ومهما كان تقدير الدولة لهم وتقديرنا فلن يكفيهم ما صنعوه وبذلوه، والتاريخ نستطيع أن نرجع إليه لسرد أعمالهم في كل فريج ومنطقة فيك يا قطر، وإذا تطرقنا إلى فئة الأرامل ـ والتي جار عليها الزمن ـ وفقدت عمود أسرتها واستقرارها النفسي والاجتماعي في ظل متغيرات قاسية، وتولت زمام أمرها امرآة قطرية لاحول لها ولاقوة وربما يتراوح عدد أفراد أسرتها من ثلاثة وأكثر وتريد أن تجد كافة الدعوم الموجهة لها من الدولة والمسؤولين، سواء كان الدعم في المرتبة الأولى النفسي والاجتماعي وأهمهم المادي حتى تستطيع أن تكفل حياة كريمة لها ولأسرتها وتسد احتياجاتها الأساسية والثانوية، ربما يكون عوضا عما فقدوه وخاصة تحاول الأرملة بكل سعيها تعويض أبنائها وإشباعهم الجوانب العاطفية والاجتماعية بالجوانب المادية حتى تستطيع أن تسد حاجة أبنائها من جانب آخر، هذا من جانب كبار السن والأرامل، ولكن لو تطرقنا لمعاناة المطلقات وآلامهم فحدث ولا حرج، وما أثار غضبي وحزني كامرأة ومواطنة اتصال إحدى المواطنات القطريات بعد تصريح أحد المسؤولين بالجهة المعنية، بأن راتب الشؤون الاجتماعية يكفيهم، وكان لهذا التصريح ردة فعل غاضبة للجميع بدون استثناء وبالأخص عند سماع ردة فعلها بأن لديها ثمان أطفال وأغلب ما تملكة من دخل شهري يذهب أضعافه إلى إنهاء معاملاتها القانونية بالمحاكم والتي تتكلف الآلاف، وهل يكفي هذا المبلغ في سد الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب وخادمة وسائق في ظل الغلاء الفاحش الذي نعاني منه جميعا، وليست هذه الفئات بالتحديد وهل يكفي إذا رغبت المطلقة الترفيه عن نفسها وأطفالها في أحد المطاعم العادية بأحد المجمعات التجارية، وهل يساعدها هذا المبلغ إذا رغبت المطلقة أو الأرملة أن تقيم حفل عشاء في منزلها لأسرتها يكون عوضا عن الدمار الاجتماعي والنفسي الذي تمر به المرأة المطلقة مابين انهيار حياتها الاجتماعية والنفسية، ومابين مشاكل وهموم المحاكم والقضاة ونظرة المجتمع الخليجي التي لاترحم امرأة انفصلت عن زوجها، وهل يسد هذا المبلغ إذا أرادت أن تخطب لأحد أبنائها من مهر وشبكة وعرس فاخر يليق بأسرة قطرية، وهل يمنحها إذا أرادت أن توفر أى أجهزة إلكترونية لأحد أبنائها الناشئين وخاصة في الوقت الحاضر أقل جهاز تليفون محمول أو كمبيوتر سعره ليس أقل من 1500 ريال، وهل سيغطي راتب الشؤون الاحتياجات الخاصة للمرأة الأرملة والمطلقة، من احتياجات نسائية خاصة من عطورات وملابس وغيرها، وعلما بأن ثقافة الاستهلاك الترفيهي أصبحت من أولويات الأسرة القطرية، وذلك تماشيا مع الطفرة الاقتصادية والحراك التنموي الذي تمر به البلاد في الوقت الراهن، وأسوة بالأسر المستقرة اجتماعيا ونفسيا في ظل وجود رب أسرة يتحمل هموم ومشاكل الأسرة الاقتصادية أو كعون لزوجته ولكن أصبحت المرأة تتحمل كل هذه الأعباء في ظل ظروف قاسية وجدت نفسها فجأه تحت مظلتها، وهو انهيار أسرة بأكمله مع غياب عمود الأسرة وهو الزوج والأب، وهناك من فئة الأرامل والمطلقات من تستطيع أن ترفع صوتها للمسؤولين وهناك من يلتزمن الصمت المؤلم خوفا من الحرج الاجتماعي، وكسرة النفس مع كسرة الزمن التي لاترحم، وتخوفهم من ردود فعل بعض المسؤولين السلبية على حاجاتهم وأن تنكشف عفتهم الاجتماعية أمام الآخرين ويشعرون بالنظرة المدمرة من ردود فعل الجهات المعنية أو بعض من ينوب عنهم، وفي ظل ماتم طرحه الآن ومن العديد من الكتاب حول هذا الجانب؛ فنحن لانستطيع في البداية أن ننكر جهود العديد من المسؤولين في العديد من المشاريع الأجتماعية التي أقيمت في عهدهم واستفاد منها أكبر عدد من هذه الفئات، ولكن مانأمل الوصول إليه قريبا هو سرعة تلبية نداء زيادة رواتبهم أسوة بنا وبكل مواطن قطري حصل عدة مرات متكررة على مكرمة أميرية، وكلنا رجاء من القيادة الرشيدة والتي لم تتأخر في تلبية حاجات المواطنين والمقيمين أن تكون هناك مكرمات أميرية خاصة لجميع الفئات الخاصة وغيرهم، وهذا أقل تقدير لهم، كفئات تعاني من ضغوطات الحياة بأشكالها المختلفة، وتوفير حياة كريمة تتناسب مع الغلاء الفاحش الذي يمر به المجتمع وليست زيادة ضعف الراتب فقط.