13 سبتمبر 2025

تسجيل

شلالات أوبرا

23 أبريل 2012

ان يكون لاوبرا برنامج امتلك الساحة الإعلامية لمدة خمسة وعشرين عاما فهذا ليس بغريب، لان النجاح ملكة وموهبة، ولعله اسر قلوب الجمهور في زمن بدأت فيه اوبرا مبكرا وبجرأة موضوعات تعد تابو في الطرح مثل "مقابلة" جمهور من الرجال من ضحايا الاعتداءات الجنسية فترة طفولتهم وبيان مدى اثرها على حياتهم وصحتهم النفسية ومستقبلهم الرجولي والحياتي والمهني. ولعل شجاعة الرجال في الحضور للاستوديو وتوضيح خطورة تعرض الاطفال الأبرياء للاعتداءات الجنسية التي تخزنها الذاكرة لترسلها مفارقات مستقبلية ذات تأثير سلبي على صحة المعتدى عليه وهو طفل سواء كان ولدا او بنتا واثرها على حياة وصحة الشخص عند بلوغه اثارت جدلا مهما جدا في الطب والصحة العامة والصحة النفسية التي لا تزال مجتمعاتنا لا تخوض ذلك التابو حتى في اطار الصحة او التربية وفي تنبيه الاهل للوقاية منه فضلا عن تبيان مداه الصحي والنفسي. هذا في الوقت الذي اثارته اوبرا منذ ثمانينيات القرن الماضي بمعالجة مهنية يعجز عنها إعلام القرن الحادي والعشرين في دولنا التي لم تطبق من اعلام الغرب وللأسف الا برامج التوك شو العامة الموضوعات أو الأيدولز بكامل اسقاطاتها واسفافها ومفارقاتها او برامج الواقع التي تجرأت مؤخرا في الغرب بعرض برنامج امريكي لفتاة يسمونها "العازبة" تلك التي تلتقى خمسة عشر رجلا وعلى التوالي لقاء يحمل كامل معطيات العلاقة اللفظية والجسدية المحرمة في الشاطئ وفي عرض البحر وهلم جرا مغييبن الذوق العام للمشاهد وضاربين عرض الحائط لتأطير العلاقات في الشرعية وداخل اطر الخصوصية والحرمة. وما يعرض على الشاشة من غثيان لا اجد سواه ما يلمع بريقه في عيون منتجينا العرب وملاك قنوات الربح في تزكية للجنس والرغبات التي تسير السوق والانتشار والربح المادي. ونعود لاوبرا وبرنامجها الذي ناقش قضايا جريئة للغاية يجدر باعلامنا القاء الضوء عليها خصوصا وسط التغيرات الواقعة في زمن العولمة والانفتاح والتأثر والتأثير واثر التغريب ودعوى الحريات الشخصية في العلاقات المثلية والشذوذ ومحاولة شرعنتها. اوبرا بكت عندما استضافت الرجال في الاستوديو — واتخذتها قضية لمعالجة كيفية تجاوز الازمات بنجاح، ولكن مَنْ مِنْ العرب اليوم ينبه الأسر وسط موجة العمالة الوافدة الهادرة وخدم المنازل وسكن العزاب المجاور للأسر واحتمالية تعرض الكثير من الاطفال للاعتداء من قبلهم ومغبته على مستقبلهم. وقد يسأل احدكم: وهل عالجت اوبرا كل مشاكلهم في طرحها؟ نقول: لا فالبشرية موج هادر لا يمكن اصلاحه بمعالجة اعلامية. ولكن برنامج هادف بين الهراء الذي ينبع من بعض القنوات مهم جدا وهذا النوع من البرامج في الصناعة الاعلامية العربية يريد التشجيع والتبني. قد يتساءل سائل وما شأن العنوان "شلالات اوبرا" بموضوع الطرح؟ لقد تابعت كل ما سبق لاوبرا طرحه في الثمانينيات معاداً بمقاطع في الحلقة الختامية لبرنامج اوبرا في 2011 على الهواء مباشرة من الولايات المتحدة والتي حصدت جماهير غفيرة وكنت وقتها في مكان عام.. التفت فاذا بكل التلفزيونات قد اديرت على برنامجها وهذا ليس بغريب وحديث الجميع We don't want to miss it المفارقة ان رصيد "اوبرا" من الجماهير ومن الثروة جعلها تخترق الممنوع والتابو ليس في طرحها الجريء فحسب بل في انتزاعها ما لا تشتريه الاموال في مناطق يحرم فيها امتلاك ساحل او جزيرة او شلال حتى بالشراء... "اوبرا" تمتلك شلالا في جزيرة ماوي إحدى جزر ولاية هاواي الأمريكية اختراقا لقانون الولاية الامريكية وقانون الجزر الذي يحرم على الفرد امتلاك ساحل حتى لو اطل عليه شالييه البحري حيث تجد ممرات فرعية لسكان الجزيرة من العموم والتي يستطيعون من خلالها التنعم بالسواحل دون ان يقضهم الاغنياء بحجزها عن العامة، فالسواحل في قانونهم ملكية عامة وما يجري على السواحل يجرى على الشلالات أيضا. يوم ان رأيت شلال "اوبرا " والمرشد السياحي من السكان الاصليين من البولينيزيين كان يتحدث بلهجة حانقة وغاضبة على اوبرا وغيرها من اولئك الذين تملكوا باموالهم او بالاعم تابو ديارهم فوق سلطة القانون! ولكن الا يجدر التساؤل؟ لماذا كانت اوبرا استثناء؟ وهل يصنع الاعلام ما لا يصنعه المال؟ ام ان الزمن اثبت ان المال والاعلام هما سيدا العالم وعملتاه الصعبتان ليس أي اعلام ايها العرب الذين منكم من يحبو ومنكم الغارقون في برامج تقليد الواقع وستار اكاديمي والاراب ايدول والجنس ومدينة النوم وقيمة فستان المذيعة أو المطربة... ونوم العوافي............ كاتبة وإعلامية قطرية Twitter: @medad_alqalam medad_alqalam @ yahoo.com