13 سبتمبر 2025
تسجيلاليوم نصوم وقد أتت أفضل ثلاثين يوما في السنة لنا كمسلمين نترقب هذا الشهر الكريم وتحفنا الأماني الطيبة بأن نكون ممن حسُن صيامه وقُبلت صلاته واستُجيبت دعواته وأعانه الله على قيامه والعبادة فيه وندخل له سالمين غير فاقدين ونخرج منه سالمين غير مفقودين.. نصوم اليوم وقد عادت بعض المظاهر التي نفتقدها للأسف طيلة العام فقد بات من النادر أن نرى أواني الطعام تتنقل بين بيت وآخر ومشاهدة الأحياء قبيل أذان المغرب وهي تضج بعاملات المنازل والأطفال وهم يتنقلون بين بيت وآخر يتبادلون شيئا من إفطارهم لهذا الجار وذاك وهذه عادة جميلة لا تزال موجودة في قطر لا سيما في شهر رمضان حيث تحرص البيوت القطرية على تبادل أواني الطعام قبيل الأذان في شعور بالمشاركة بين الجيران والأهل عموما في هذا الشهر الكريم وهو أمر أعتبره شخصيا لفتة حميمية بين الجار وجاره والأهل فيما بينهم وهو ما يمتاز به ديننا الكريم الذي أوصانا بالجار وصلة الرحم خيرا وبسابع جار فكيف بنا ونحن الذين نود أن يشاركنا اللقمة التي نضعها في أفواهنا لحظة الإفطار ومن نفس الطبق ؟!. اليوم سوف تهدأ البيوت في ساعة القيلولة والتي يفضل الصائمون فيها الراحة والسكينة حتى أذان العصر الذي يمتد للصلاة وقراءة القرآن الكريم وحلقات الذكر سواء في المساجد أو في البيوت العامرة بأهلها قبل أن يخرج الكثيرون إما لممارسة الرياضة أو التنزه تحت الهواء الطلق وربما ممارسة رياضة المشي أو الهرولة باعتبار أن الكثير يفضل هذه المساحة قبيل الإفطار والذي عادة ما يكون متخما بكل ما لذ وطاب من الأكل ولذا يجد هؤلاء بأن هذه الرياضة قبل الإفطار يمكن أن تخفف من آثار ما يمكن للشخص أن يأكله طوال ساعات الإفطار الممتدة حتى أذان الفجر وهو لربما عادة باتت رمضانية بحيث يحب الأطفال التمركز في الساحة حول مدفع الإفطار الذي ينطلق عادة في ساحة كبيرة على الكورنيش أو في حديقة المتحف الإسلامي وكلها عادات ومظاهر تتكرر في هذا الشكر الكريم في قطر خصوصا وهو من الملامح الجميلة له والتي يسعد بها الكبار والصغار معا. هذا الشهر لن أقول عنه إنه شهر عبادة فقط بل إن فيه من إحياء بعض العادات التي يشغلنا عنها العمل أو ظروف الحياة الأخرى ما يلهينا حقيقة من القيام بها وهي التواصل مع الأقارب والأهل ممن تعذر علينا لأسباب كثيرة أن نفعلها في باقي أيام العام ولذا افتحوا أبواب بيوتكم لزيارة هؤلاء كما يجب أن يشرعوا أبوابهم لكم فلا تسدوا باب التواصل ولا ترفضوا سلاما حتى بين المتخاصمين من الأهل والأصدقاء أيضا فهو شهر تسامح الابتسامة والعفو والتواصل والمبادرة بالسلام والسؤال كلها عبادات لربما تعادل عبادات وفرائض ولكنها تظل من المعروف الذي يجني الحسنات الكبيرة في هذه الأيام المباركة فسامحوا واعطوا فرصا أخرى لمن أخطأ في حقكم فربما يكون هذا العفو وتلك المسامحة سبيلا لأن يتغير للأفضل وأن يقتدي بمن عفا وسامح وأجركما على الله لهذا لا يجب أن نبدأ شهر رمضان وفي قلب أحدنا ما يثير من النزعات على أي شخص حولنا ولنقل سامح الله من أخطأ في حقنا فربما كنا مكانه يوما فهل حينها سوف نرجو مد حبال الخصام الواهية الهشة أم قطعها ومد جسور الوصال والأخوة الطيبة المتينة والقوية ؟! فاللهم اجعل هذا الشهر شهر خير لنا ولأهلنا وأحبتنا والمقربين لنا ولبلادنا ولجميع بلاد المسلمين وشعوبها بإذن الله وكل عام وأنتم بألف خير.