18 سبتمبر 2025
تسجيلشهران منذ أن تولى بايدن سدة الحكم في البيت الأبيض بعد أن تغلب على منافسه العنيد دونالد ترامب والذي كان حتى لحظة تنصيب جو بايدن رئيسا شرعيا للولايات المتحدة الأمريكية وغادر الحكم قبيل حفل تنصيب الديمقراطي بايدن باعتباره حفلا غير قانوني بحسب نظرية المؤامرة التي اعترت ترامب آنذاك ولابد أنها استمرت في داخله بعد أن أعلن أنه مستهدف بصورة خاصة ومركزة، ولذا فقد أعلن عن منصة رقمية إخبارية جديدة له سوف ينافس بها تويتر الممنوع تماما من التغريد فيه وإنشاء حساب شخصي يغرد من خلاله، ولكن ماذا يمكن أن نسرد إن كان لنا أن نجيز استخدام كلمة السرد باعتبار أنه يجب أن يُضمّن معلومات وأخبار كثيرة ونحن أمام 60 يوما أو ما يزيد قليلا منذ أن دخل بايدن ردهة البيت الأبيض الذي أُعيدَ ترتيبه بحسب الذوق الخاص للرئيس بايدن وزوجته وإزالة كل متعلقات ترامب فيما يخص الأثاث واللوحات والشكل العام، فماذا يمكن أن نقول عن ( إنجازات ) بايدن أو بالأحرى ما الذي فعله الرئيس الأمريكي يمكن من خلاله أن تتبلور الفكرة العامة عن سياسته الخارجية بالذات والتي تخص منطقة الشرق الأوسط والجانب الأوروبي وخلافه ؟!. المتتبع للشؤون الأمريكية خصوصا تلك التي تلت الحرب الشرسة في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والتي أُعيد احتساب أصوات الناخبين مرتين بناء على ما ذكرت أعلاه في شعور ترامب بأن مؤامرة واضحة حيكت ببراعة لتنحيته عن ولاية ثانية للحكم سوف يتأكد من أن بايدن لم تكن تعجبه سياسة ترامب، ولطالما خرج الديمقراطيون مثل هيلاري كلينتون والرئيس السابق باراك أوباما ووجها انتقادات لاذعة لترامب في إمساكه بعصا الحكم من الطرف دون أن يمتلك حس التوازن في استخدامها، وواصل ترامب على الجهة الأخرى المعادية باعتبار الديمقراطيين حزبا لا يليق بأن يحكم دولة قوية مثل أمريكا وكان يذكر أسماءهم بصراحة تفتقر لما يجب أن يكون عليه الرئيس عند مواجهة خصومه وهذا الأمر تعدى لدول أخرى كان يراها ترامب عدوة لبلاده لأنها كانت منافسة عنيدة مثل الصين وروسيا وغيرهما، ولذا رأى بايدن أن أول ما يجب فعله هو فتح الباب لكل هؤلاء أو مواربته على الأقل وفتح باب الحوار لكل من امتنع ترامب عن التواصل معه أو الاستجابة لرغبة الطرف الآخر بالحوار العقلاني الذي لم يكن ترامب يجيده بالصورة المطلوبة، ولذا لم يضع بايدن الوقت بعد ساعات قليلة من تنصيبه رئيسا فعمل على التوقيع على إعادة بلاده لجميع الاتفاقيات الدولية التي انسحب منها ترامب ولم ينتظر دخوله الرسمي لعتبة البيت الأبيض ليقوم بذلك بل وجه بأن يكون توقيعه في ردهة البنتاجون الرئيسية ووثق الإعلام الأمريكي هذه اللحظات بارتياح شديد بينما عبرت الأطراف المعنية بهذه الاتفاقيات عن ترحيبهم بعودة واشنطن بينهم وفي ذات الوقت ألغى بايدن قرارات وُصفت بالتعسفية والتي لا تعبر عن مفهومي الحرية وحقوق الإنسان اللتين تشتهران بهما الولايات المتحدة الأمريكية، ويكاد يكون أهم هذه القرارات الملغاة السماح لمواطني الدول المسلمة بطلب استخراج تأشيرات الدخول لبلاده ومنح الجنسية الأمريكية لفئات معينة من المهاجرين إليها وعند استيفاء شروط معينة لمنحها وإلغاء الموازنة المالية الضخمة التي كان ترامب قد رصدها لبناء جدار عازل وسميك بين أمريكا والمكسيك لمنع الهجرة غير الشرعية إلى بلاده ومنع عمليات تهريب الممنوعات والمخدرات والذي كان ترامب يعتبرها الذريعة الرئيسية لقراره هذا في خطوة لقيت ترحيبا من جانب المكسيك ناهيكم عن الارتياح العام الذي غلب معظم الأمريكيين بعد تولي بايدن الحكم لا سيما في إعلانه الأول والصارم بمكافحة انتشار وباء كورونا الذي حصد أرواح الآلاف من الأمريكيين وإصراره على التقيد بالإجراءات الاحترازية الصارمة بدءا من حفل تنصيبه الذي خضع جميع الحضور فيه لاختبارات مسحة الكشف عن كوفيد- 19 والالتزام بلبس الكمامات الواقية فيه دون تهاون أو تساهل حتى تشجيعه للشعب الأمريكي بأخذ اللقاحات المتوافرة للعودة للحياة الطبيعية تدريجيا ولكن تبقى الصورة العامة لسياسة بايدن مجهولة لأربع سنوات قادمة وإن كانت مشجعة نوعا ما بحسب الوعود التي أطلقها وحقق القليل منها ونبقى نحن بالذات من علينا أن ننتظر وندعو وأترك لكم حرية الفهم !. @[email protected] @ebtesam777