13 سبتمبر 2025

تسجيل

لا تفريط ولا إفراط

23 مارس 2020

ما زلنا في أمان وسنظل بإذن الله، ويجب أن تسود بيننا قاعدة (لا إفراط ولا تفريط)، فلا نهون أمر انتشار فيروس كورونا في بلادنا فنستصغر الإجراءات التي تقوم بها وزارات ومؤسسات الدولة ولا نتبع الدعوات العامة القائمة على أهمية البقاء والمكوث في البيت وعدم الخروج منه إلا للضرورة القصوى، كما لا يجب في الوقت نفسه أن نبالغ في الأمر فيشجع البعض هذا ضعاف النفوس لإطلاق الشائعات وتأليف القصص والتقليل من جهود الدولة ومقارنتها بغيرها من المجتمعات التي لا تشابه مجتمعنا القطري في خصوصيته وشكله الذي يتطلب سياسة معينة من الحكومة، ولذا فالوسط في كل شيء سيجعلنا أكثر إدراكاً لما يحدث وسيمكننا من دراسة ما يدور حولنا بصورة أفضل لنقوم بما هو علينا بشكل أكمل. بالأمس تحدثت عن فئة المستهترين الذين تضاعف عددهم تقريباً بالأمس ممن أخلوا بتعهداتهم الخطية في اتباع قوانين الحجر المنزلي التي وقعوا عليها قبل إخلائهم للحجر المؤسسي الصحي الرسمي وكيف تسبب هؤلاء بتكبيد الدولة خسائر وجهود أكبر في تتبع ورصد كل الأماكن التي ذهبوا لها وجميع الأشخاص الذين خالطوهم قبل أن تتم إحالتهم للنيابة المختصة لمساءلتهم قانونياً بحسب دستور العقوبات الرسمي القطري، وبجانب هؤلاء خرج لنا مستهترون من فئات أخرى يمكن أن يضاهوا الفئة الأولى خطورة وهم الذين حتى الآن لا يدركون خطورة وقوة انتشار هذا الفيروس بالطرق التي يحذر منها ممثلو وزارة الصحة العامة لدينا ولا يستوعبون فكرة أن البقاء في المنازل يكاد يكون العلاج الوحيد المتوافر والفعال للقضاء على هذا الوباء فتجدونهم غير ملتزمين بالإجراءات الوقائية في الأسواق والجمعيات ناهيكم عن خروجهم المستمر من البيت وتجمعهم مع أصدقائهم رغم التحذير من التجمعات بأي صورة كانت حتى وإن كانت الحاجة لعزاء أو عرس فكل هذه الأنواع تم التحذير منها وإسباغ صفة القانون عليها في التحذير من إقامتها وإلا فإن صاحبها سيكون مسؤولا أمام الجهات المختصة بوزارة الداخلية عن هذا الفعل غير المدروس والذي بات ظاهره فقط مدعاة لانتقال الفيروس بكثرة، بالإضافة إلى أن هؤلاء يحاولون بكل الصور أن يهونوا على المحيطين بهم من حجم مخاطر هذا الوباء بكثير من عبارات الاستهجان والسخرية وإن كل ما يُعرض على القنوات الرسمية المخصصة لتغطية مستجدات فيروس (كوفيد 19) ماهو إلا للاستهلاك الإعلامي وكأن الأمر لعبة لديهم أو نوع من التسلية التي لا يجدونها ممتعة أمام ما يصفونه بالتهويل الذي تقوم به وزارة الصحة ومثلها وزارة التجارة والصناعة ووزارة التنمية والعمل ووزارة التعليم والتعليم العالي ووزارة البلدية والبيئة ووزارة الداخلية وغيرها من الوزارات التي تتكاتف فيما بينها وتنسق العمل للخروج بسياسة حياة صحية وآمنة وحرة للمواطنين والمقيمين على أرض قطر في محاولة يائسة وبائسة لجر فئات المجتمع إلى النظرة المحدودة التي يرون فيها كل ما يجري اليوم ولو كانوا قد وسعوا نظرتهم قليلا لرأوا أن هذه الإجراءات الاحترازية والتحذيرات المستمرة التي يستصغرونها بعيونهم الضيقة لم تبتدعها قطر من عندها وإنما هو الأمر ذاته في الخليج والوطن العربي والشرق الأوسط وفي قارة آسيا وفي العالم والكرة الأرضية ككل، فهل أصاب هؤلاء العمى أم مات إحساسهم ووقفت عقولهم ومداركهم عند نقطة محدودة جدا لكي لا يستوعبوا ما يحدث وإنه أمام حالات الاستشفاء التي تحدث بحمد الله ما نزال نشهد حالات إصابة ولذا يجب ألا نفرط في إحساس الراحة كما يجب ألا نغرق في شعور التفريط بأن الأمر قد خرج عن السيطرة لا سمح الله ولكن يجب أن نتكاتف جميعا مع حكومتنا وأن نبارك لأنفسنا مستوى (الرفاهية) التي وفرتها لنا الدولة في أن نجلس في البيت ننام ونأكل ونسهر ونرتاح دون دوام عمل بينما رواتبنا سارية في حين أن المعنيين بتوفير هذه الراحة لنا هم من يعملون ليل نهار لأجلنا وأن نقول الحمدلله على نعمة قطر وحكومة قطر وقيادة قطر ووزارات قطر وندعو بأن يحمينا الله من الفيروس ومن صغار العقل والنفس. [email protected]