26 أكتوبر 2025

تسجيل

"صنعة" التفاهة

23 مارس 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); للأسف الشديد، لقد باتت "صنعة" السخافة والتفاهة والاستهبال وصناعتهم، بضاعة رائجة في سوق العرب، تستهوي جماهير عريضة، وإن كانت غالبيتها تتابع أولئك "الأراجوزات" للوناسة والضحك والتسلية!بات البعض يتصنع الجنون، والآخر يتصنع البلاهة، وغيرهما يتصنعون (العظمة) ويمارسون الخفّة في أتعس مفرداتها، وكل ذلك بغية الحصول على متابعين، وتحقيق شهرة زائفة، تخفي خلفها "عقولا فاضية"، ومستوى عقليا غير متوازن ومستقر.ولم نكد نفق من جيش التفاهة الذي ابتلينا به مع خروج وسائل التواصل الاجتماعي، حتى وجدنا بعض من ينتسبون إلى الفن، يعيشون ذات الدور، في نرجسية وكبرياء بليد، ظنا منهم أن المال يصنع الاحترام والاهتمام والذكاء والخلود. لم يكن البرنامج التافه لإحدى المغنيات، والذي أوقفته قناة دبي بعد بث أول حلقة منه، بعد ضغط كبير من الجماهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، سوى نتيجة حتمية لسلسلة متواصلة بدأت من مهازل "ستار أكاديمي" و"الأخ الأكبر"، حتى وصلنا أخيرا إلى برنامج يحتقر الإنسان وكرامته وعقله، عُرض على شاشة فضائية عربية، بإخراج ومونتاج صُرفت عليه الملايين، ونحمد الله أن تم إيقافه!لو أردنا أن نتحدث عن نظرية المؤامرة والاختراق الإعلامي الأخلاقي والمهني لقنواتنا العربية، لأفضنا واستفضنا، ولكن يبدو أن المشكلة أكبر من ذلك بكثير.المشكلة بتنا نتابعها في معارض الكتاب، حيث يتجمهر عدد كبير من الزوار على روايات تقود إلى الانحطاط القيمي في المجتمع، بينما مؤلفات ثمينة في محتواها علميا وأدبيا، تضيع بين الرفوف.مصيبتنا بتنا نراقبها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فالعلماء والمفكرون والأطباء، سواء على تويتر أو الانستجرام أو سناب شات مثلا، تجد من يتابعهم ليستفيد من أفكارهم وآرائهم وعلمهم، قلة قليلة.بينما في الوجه المقابل، نجد صنّاع التفاهة والسخافة في مجتمعاتنا، يُتابَعون بمئات الآلاف، وهي رسالة واضحة وصريحة، تقرع أجراسا وأجراسا.المشكلة فينا نحن كشعوب، لو أصلحنا من وعينا ووعي أبنائنا، وبالتالي وعي المجتمع ككل، لاستطعنا تحجيم من يسعى لامتهان عقولنا وتحطيم قيمنا على مسرح الاستخفاف والخفّة والاستهبال. بقي أخيرا أن نقول، لولا أن محترفي الاستهبال في مجتمعاتنا، وجدوا من يشجعهم على غيّهم، لما تواصل خروجهم واحدا تلو الآخر، أليس كذلك؟! برودكاست: أمام هذا الغث، على الآباء والأمهات تحصين الأجيال القادمة من هذه اللوثة، كما عليهم تطعيمهم من تلك الجراثيم والأوبئة.ازرعوا فيهم روح الإبداع والجدية واحترام العقل والإنسان. انزعوا من قلوبهم أي تعاطف مع من يحاربنا بلساننا وبأسمائنا.وأخيرا، أين قوانين الإعلام في مجتمعاتنا، والتي يجب أن تفعّل لحفظ إرث يحارب ويشوّه من الداخل أكثر منه من الخارج؟