27 أكتوبر 2025

تسجيل

القمة العالمية للإعلام

23 مارس 2016

التحمت أبرز المؤسسات الإعلامية الدولية في عاصمتنا القطرية الدوحة؛ خلال القمة العالمية للإعلام، التي عقدت هنا للمرة الثالثة لمناقشة قضايا الإعلام، واستضافتْها شبكة الجزيرة الإعلامية، بمشاركة أكثر من 350 من قادة الإعلام في العالم من مائة دولة، وهي المرة الأولى التي تستضيف القمة مؤسسة غير حكومية من قلب الشرق الأوسط والعالم العربي. وقد حملت القمة شعار "مستقبل الأخبار والمؤسسات الإخبارية"، وعناوين كبرى للنقاش فرضتها متغيرات عالمية وتطور واسع تشهده المؤسسات الإعلامية، وخاصة التحول الذي أحدثته التكنولوجيا في الأخبار، بالاضافة الى التغير المستمر والمتسارع فيما عرف من تقاليد صحفية ومن أساليب جمع المعلومات الإخبارية والتحقق منها.. الابتكار الإعلامي في ظل التطور السريع في عالم الاتصالات والإعلام الحديث، أدى إلى ميلاد هذه القمة العالمية للإعلام بعد ظهور الحاجة الى مثل هذا الغطاء، فمنذ تأسيسه عام 2008، بمبادرة من مؤسسات إعلامية دولية، أصبح لها حضورها الفاعل، وتعد الآن بمثابة أكبر منتدى إعلامي دولي غير حكومي رفيع المستوى، يعقد كل سنتين أو ثلاث.. ولأهميتها انضمت الى القمة منذ عام 2010 مجموعة من المؤسسات الدولية الكبرى، وتشكلت لجنة تنفيذية لها تضم 15 عضواً، بينهم وكالة شينخوا للأنباء الصينية، وشبكة الجزيرة الإعلامية، وشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، ووكالات أنباء مثل رويترز وأسوشيتدبرس وإيتار تاس وغيرها.. في الدوحة التأمت هذه القمة العالمية للإعلام من جديد في اجتماعها العالمي الثالث فى الفترة من 20 إلى 21 مارس، ولعب تبادل وجهات النظر العميق بين المشاركين، دوراً إيجابياً فى توسيع القاعدة المشتركة بين وسائل الاعلام الاخبارية والصحفيين، في دول لها أنظمة وخبرات مختلفة، وقد ناقشت القمة الكثير من القضايا الراهنة، بما فى ذلك تأثير التكنولوجيا على عملية نقل الأخبار والاستراتيجيات المستدامة للعمل الإعلامي، وحماية الصحفيين، وكذلك المتطلبات دائمة التغير بالنسبة للجماهير على مستوى العالم.. كثير من النتائج المهمة التي استخلصتها القمة من مداولات ومناقشات، ذات جدوى، ومن أهم ما لفت الانتباه ما تم استعراضه عن أهمية شبكات التواصل الاجتماعي بالأرقام، فذكر أن شبكة فيسبوك لو كانت دولة، لكانت ثالث أكبر دولة في العالم، ومن النتائج الأخرى المثيرة التي توصل إليها المنتدى أن المزيد من الناس دفعوا العام الماضي لمشاهدة الرياضة على الإنترنت، مقارنة بمن دفعوا لمشاهدة المسلسلات أو الأخبار. وابرز ما جاء في ديباجة التوصيات الختامية للقمة؛ هو تشجيع المؤسسات الاخبارية على زيادة التبادلات بين أعضائها، وعلى مشاركة الخبرات فيما بينها؛ فى محاولة للتعلم؛ بعضها من البعض، من أجل التوسع فى التعاون متبادل النفع، وتشجيع الإبداع والابتكار فى مجال الصحافة باستمرار، بمنح الجوائز العالمية للتميز والعمل على توسيع الفئات التى تفوز بهذه الجوائز القيمة. من الواضح جداً.. وجود قناعة تامة بين المشاركين بأن وسائل الإعلام الإخبارية تلعب دوراً حيوياً فى تشكيل الرأي العام فى كافة المجتمعات، ومن هذا المنطلق دعت القمة ـ في بيانها الختامي ـ المجتمع الدولى إلى احترام حقوق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، لينالوا الحماية التى توفرها القوانين الدولية لحقوق الإنسان، بالنسبة للمدنيين فى مناطق الصراعات المسلحة.. جاء تنظيم هذه الفعالية الكبيرة في دوحتنا الجميلة، تأكيدا لالتزام النهج الإعلامي السائد في الدولة، وإيماناً من قيادتنا الحكيمة بحرية الصحافة والتعبير، فالقمة العالمية للإعلام أحدثت صدى واسعاً في الأوساط الإعلامية العالمية، ليس لكونها منصة فعالة للمنظمات الإعلامية، بل شكلت مكانا آمنا للنقاش الجديد، في عالم الإعلام، للتوصل إلى أفكار مبدعة، لمواجهة التحديات المشتركة. وسلامتكم.