13 سبتمبر 2025

تسجيل

جاسم المسلماني.. الأديب الخطاط

23 فبراير 2024

يحظى الخط العربي باهتمامات جيل الأجداد في قطر، إذ حرصوا على تعليم أبنائهم القراءة والكتابة في الكتاتيب، التي كان لها الدور الأكبر في نشر العلم والفقه بين جيل الآباء، وخرجت جيلا يتميز بحُسن الخط، وكتابته بخطي الرقعة والنسخ من دون إجازة خطية. ومن رواد العلم والتعليم في قطر؛ الشاعر جاسم بن عبد الله بن جاسم المسلماني (1902-1973)، المولود بمدينة الدوحة لوالد من الطواويش، وأم من المرازيق، فخاله الشيخ محمد بن حسن المرزوقي (1889-1935)، وتعلّم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، في كُتاب الشيخ محمد بن شعلان، ثم درس العلم الفقهي والشرعي على يدي الشيخ محمد بن مانع (1882-1965)، وارتحل لطلب العلم في الأحساء، وفيها التقى بالشيخ أحمد بن حجر البوطامي البنعلي (1015-2002)، الذي تولى القضاء في قطر فيما بعد، فلما عاد المسلماني إلى قطر كان يؤم المصلين ويخطب الجمعة في مسجدي: المسلماني، والفيحاني. ويذكر الرواة أنه أثناء الخطبة كان يلبس العمامة البيضاء كآل مبارك، علماء المذهب المالكي في الأحساء، حيث تتلمذ فيها على أيديهم. وكان المسلماني يُقرض الشعر النبطي أو الشعبي، وينظم الشعر الفصيح، وله مساجلات شعرية مع الشاعر أحمد بن يوسف الجابر (1903-1991)، وشعراء آخرين، وأصيب في أخريات أيامه بالمرض، ما أدى لأن مزق الكثير مما خط بيديه، ورغم ذلك فقط حفظت الكثير من أشعاره في دفاتر خطها بيده، وقد أنجب بنتًا واحدة، يروى أنها كانت شاعرة. وأطلعني د. ناصر المسلماني (ولد 1973) على نماذج من خطوطه في بعض الدفاتر، التي نجت من التمزيق؛ بخط يده، كتب في بعضها أشعاره بخط الرقعة الحسن، وذكر أنه بصدد جمع ديوانه وتحقيقه ونشره قريبًا. ويبدو اهتمامه بالتعلم والكتابة والخط في ديوانه، الذي لا يزال مخطوطًا، فيقول في إحدى قصائده: ليس يحميك اختراع غير لام والنصالا واللام هو اللغة العربية؛ كناية عن العلم والكتابة، والنصال هو السيف، فلا يحمي المرء غير التسلح بالعلم أو السيف. ويقول في قصيدة أخرى: ينفع السامع والقاري كذا كاتبًا أو حافظًا مهما حصل أي لا ينفع السامع أو القارئ إلا من خط ودون وكتب أو قرأ وحفظ. ويقول عن الخط والكتابة والأحبار: فكم حرر الحب السليم سلاما وكم خط لي قلم الوداد كلاما أي أن المحبة تجعل المحب يدون حبه السليم بيده، ويخطه بقلمه، فيكتب السلام والوداد. ويقول كذلك: واحفظ الكتب وقبلها ولا تنكر الفضل لها كل الفضل وهي دعوة لحفظ الكتب وتقبيلها، لأنها صاحبة الفضل في العلم والتطور. ويقول أيضًا: إن نور العلم نورًا باهرًا وجمال العلم قد فاق الجلل وكذا النحو إذ أردت الهدى في خطابك منقذًا لك من فشل وهكذا نلمس في أشعاره اهتمامه بالعلم والتعلم، والقراءة والكتابة، والخط والقلم أداة الكتابة، والحث على ذلك كله.