13 سبتمبر 2025

تسجيل

مخاوف

23 فبراير 2023

كما العديد من المشاعر الأساسية الأخرى يُسبِّب الخوف ردود فعل فسيولوجية في أجسامنا فيبدأ الخوف في الدماغ ثم يمتد تأثيره إلى جميع أنحاء أجسامنا لنحصل على استجابة أكثر فاعلية للتعامل مع الموقف المُخيف، فالخوف رد فعل حيوي تتخذه عند الشعور بخطر جسدي أو عاطفي وقد كان لهذا الشعور دور محوري في العصور القديمة حينما كان الإنسان يواجه الحيوانات المُفترسة فيشعر بالموت يُحيطه بانتظام لكن اليوم لا يخشى الناس من الأشياء ذاتها التي كان يخشى منها أسلافهم، ولكننا نخاف من أشياء مختلفة تختلف من شخص لآخر. فعلى الرغم من كونه أمرًا سلبيًا في معظم الأحيان إلاّ أنّ للخوف منافع قد يتغاضى عنها الكثيرون، فهو وسيلة للبقاء حيث يخلق استجاباتٍ قويةٍ عند الخطر قد تنقذ حياتك في بعض المواقف وقد يكون الخوف صحيًا ومنطقيًا في حال ظهر لفترة قصيرة وكان بدافع إنقاذك من هجوم أو خطر محتّم كان نفسياً او جسدياً، لكنه قد يتحوّل في أحيان أخرى إلى حالةٍ مرضيةٍ تؤثر على نشاطات الفرد الطبيعية وتسيطر على حياته. ولا يختلف اثنان على ان المخاوف تعتبر جزءاً من الحياة الطبيعية فنحن نقلق بصفةٍ مستمرةٍ ونخاف من إنجاز العديد من المهام في العمل ونخاف من الفشل في هذا الجانب أو ذاك وهناك قائمةٌ طويلةٌ من عقد المخاوف مصدرها طفولتنا، والمشكلة أن الخوف يفسد حياتنا ويعكرها فأصبحنا لا نرى جمال الأشياء التي حولنا والكامنة بداخلنا في احيانٍ كثيرة. وبالعودة لعلماء النفس فإن تسعة وتسعين بالمائة من مخاوفنا وهمية لأنها لا توجد إلا في خيالنا وعلى ذلك فإنه لا أساس لها من الصحة، إذن الخوف هو مجرد حالة ذهنية نختلقها نحن لتبقينا في منطقة الأمان الوهمي الذي سيمنعنا من القيام بأمور نخشى القيام بها لأنها قد تسبب لنا الأذى النفسي في حال عدم نجاحها، مع احترام نظرية اننا خلقنا وفي جعبة كل منا ما يخافه. ولعل الخلاصة والدرس لنا، انه إذا أردنا التقدم والنجاح فلنحتفظ بشيء من المخاوف الإيجابية بالقرب منا لتذكيرنا بما يجب علينا القيام به وحتى لا نتكاسل أو نتوانى ولكن لا نسمح لهذه المخاوف بالنمو أبداً، وإنه مهما حاولنا فلن نستطيع التقدم خطوة واحدة نحو الأمام ونحن مازلنا نهاب مواجهة مخاوفنا. أخيراً: يقول نجيب محفوظ ( الخوف لا يمنع من الموت، ولكنه يمنع من الحياة) والمثل الدارج يُخبرنا دوماً انه ( من خاف سلم)،، والرأي لك عزيزي القارئ.