27 أكتوبر 2025
تسجيلالرئيس بوتين يوقع مرسوما يعترف فيه بجمهوريتي (بلوغانسك ودونيتسك) منفصلتين ومستقلتين عن أوكرانيا، وفي المقابل على الجانب الأمريكي الرئيس بايدن يوقع مرسوما مماثلا ولكن لقطع التجارة مع الجمهوريتين الخارجتين عن الحكم الأوكراني ! هي مسرحية تتعدد فصولها وتتضاعف أحداثها بينما تراشق التصريحات يبدو الأبرز على جميع الجوانب، ولكن لم يعد أحد يعلم متى تقرع الحرب وإن كانت الحشود العسكرية الروسية تبدو أكثر جدية وحضورا على الحدود الأوكرانية، ولكن كعادة الدب الروسي والمتمرس في صياغة الحروب لا يبدو متعجلا في إعلانها ذلك أن الوعود الأمريكية له بالجلوس على طاولة للنقاش والحوار تبدو مغرية خصوصا وأن روسيا التي تتميز بعلاقاتها الوثيقة في إيران وسوريا وتمثل واشنطن حجر عثرة قوية أمام قوة نظامهما بسبب الحصار والعقوبات الأمريكية على هذين النظامين أو لنقل البلدين يمكن أن تملي بعض رغباتها فيما يخص دمشق وطهران وقد نشهد تخفيفا في العقوبات الأمريكية عليهما ناهيكم عما توده موسكو لنفسها من وراء كل هذه البلبلة التي قد تصل لأصوات مخيفة للصواريخ وما يرعد من طائراتها وما يزبد إذا ما حانت ساعة الصفر الروسية وليس الأوكرانية التي تفضل لغة السلم على أن تتحول أراضيها الجميلة ومساحاتها الخلابة إلى أنقاض حروب ودمار، ويمكن فعلا أن تضع شروطا تمنع به أوكرانيا من الدخول في جلباب أوروبا وعضوية الناتو، وهو أمر تراه أوكرانيا بأنه حق مشروع لها باعتبارها دولة مستقلة الحكم وإن طويت فترة طويلة تحت جناح روسيا التي ترى أنها لا تزال من محمياتها التي يجب أن تحافظ على ولائها وتبعيتها لها، ولكن الأمر يزداد تعقيدا أن القصف الروسي قد بدأ فعلا على المناطق الحدودية لأوكرانيا وبدأ عدد من الضحايا يخرج لسجلات الإعلام المرئية والنشطة، وهذا يمكن أن يمثل بداية غير معلنة لحرب يمكن فعلا أن تكون مقدمة لحرب عالمية ثالثة إذا ما وضعت الولايات المتحدة الأمريكية ثقلها العسكري فيها وما كان من حرب باردة لا تُرى ولكن يُشعر بها بين الجانبين الروسي والأمريكي، فإنها هنا سوى تكون ساطعة ومرئية ومحسوس بها 100% ولن يتخلى أي طرف منهما عن استعراض أسلحته وقدرته على التصويب للخصم ومن هنا يبدو الخوف أكبر من تفجر الحرب الذي تظهر حتى الآن وكأنها بين روسيا وأوكرانيا، ولكن في الحقيقة يبدو الطرف الثاني أكثر ثقلا وأشد رعبا إذا ما كانت واشنطن هذا الطرف الذي يمثل مع نظيره الروسي قنابل موقوتة باعتبار أن كليهما يمتلك زرا خاصا لمفاتيح سلاح نووي لو استخدمه الطرفان أو حتى أحدهما فإنه يمكننا أن نقول وداعا لعالم كبير كنا نعيش فيه ونمرح ونسرح !. الوضع حاليا معد للمراقبة وتوجس كل حركة من أي طرف كان، فبعض دول أوروبا تسعى للضغط على روسيا وذلك بتجميد أو إلغاء أي اتفاقيات كانت قد أُبرمت مع روسيا سابقا لإجبارها على توقف سياسة الضغط على أوكرانيا، بينما تصر لندن على توقيع عقوبات جديدة ضد شخصيات وكيانات روسية بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي الذي خرجت لندن من عضويته مؤخرا، وفي المقابل لا تبدو موسكو مهتمة بكل هذا وتتوقع كما يأتي في تصريحات ممثلها في مجلس الأمن والذي يتولى هذه الفترة رئاسة المجلس أنه إذا طال الزمن أو قصر فإن كل أعداء روسيا سوف يدعونها إلى طاولة المفاوضات والحوار معها، لأن بلاده حسب زعمه تمثل صمام أمان أو إشعال فتيل حرب، وبين جعجعة الروس وتحذيرات الأمريكان هل سألتم أنفسكم أين سيقف العرب في هذه الحرب ؟! شخصيا أرى الحيرة مرسومة على معظم حكوماتنا العربية التي وإن لم يكن لها ناقة في هذه الأزمة ولا جمل ولكن دراسة المصالح ومع أي جانب تتصالح تبدو دراسة عويصة لا يحلها العرب ولكن يحلها ميزان المنفعة الذي بلا شك سيحدد مواقف حكوماتنا، وحتى ذلك الوقت يبدو الميزان معطلا !. [email protected] @ebtesam777