13 سبتمبر 2025

تسجيل

الرياض.. وماذا بعد؟!

23 فبراير 2020

(الرياض ترفض منح سعادة وزيرة الصحة القطرية الدكتورة حنان الكواري تصريحاً لدخول أراضيها لحضور مؤتمر دعت له الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لمناقشة الاحتياطات اللازمة لتجنب فيروس كورونا العالمي، ودولة قطر تأسف لهذا الأمر، معتبرة أن الرياض قد سيست جانباً إنسانياً يتطلب تكاتف المنظومة الخليجية لمجابهة هذا الفيروس الذي صنفته منظمة الصحة العالمية بالوباء الخطير)! هل يبدو لكم هذا خبراً عادياً ؟! بالنسبة لي فهذا الأمر طبيعي جدا إزاء ما فعلته دول الحصار مجتمعة من قطع وشائج العلاقات العائلية وطرد المواطنين والتجار ورجال الأعمال وأصحاب المصالح القطريين من أراضيهم فور إعلان الحصار الجائر على قطر في فجر الخامس من يونيو عام 2017 في شهر رمضان المبارك، بالإضافة إلى طرد السعودية لكل المعتمرين القطريين والمقيمين في قطر من مكة والمدينة وما أعقب كل ذلك من ممارسات وأساليب وسياسة عنصرية لكل شخص سواء كان مواطناً قطرياً أو كان مقيماً في قطر وحتى بعد إعلان أن هناك مفاوضات شبه رسمية تجري بين قطر والسعودية لحلحلة الأزمة بين الدوحة والرياض على وجه الخصوص، يأتي هذا التصرف الآن ليؤكد أن دول الحصار مصرة حتى الآن على أن تتفاقم هذه الأزمة بل وتتفاقم عواقبها ولواحقها وآثارها التي لم تمس قطر كدولة فقط وإنما طالت الأفراد فيها ناهيكم عن الأثر والضرر هو نفسه في هذه الدول أيضا ولكن قاتل الله المكابرة الفارغة من كل شعور بالمسؤولية تجاه ما يجب أن تفعله الدول الخليجية مجتمعة خصوصا وإن كان الغريم اليوم هو وباء قاتل وفيروس بات قريباً منا ولم يعد محصوراً لا في شرق آسيا وفي موطنه الصين الأصلي ولكنه ينتشر بسرعة وبات قاب قوسين أو أدنى من منطقتنا لا سيما وأن إيران قد ابتليت به ويحصد هناك من الأرواح ما يجعلنا اليوم في ضرورة قصوى لأن نتكاتف ونمنع ظهوره في خليجنا ولكن من عليه أن يفهم أن الخلافات السياسية يجب أن تتنحى جانباً أمام هذه الضرورة، وأن حضور سعادة وزيرة الصحة القطرية للمؤتمر الخاص بفيروس كورونا لا دخل له بالمراهقة السياسية التي تمارسها الرياض كما أنه مؤتمر دعت له الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وهي الأحرى بأن تقف اليوم موقف المطالب للسعودية بالكشف عن الأسباب التي دعتها لمنع الوزيرة القطرية من دخول أراضيها في هذا الظرف الصعب الذي يتطلب تكاتف الجميع، وهي الأجدر بأن تطلب من الرياض التخلي عن هذه السياسة التي لا تتناسب مع ترويجها لنفسها بأنها بعيدة كل البعد عن تسييس الجوانب الرياضية والاقتصادية والتعليمية والصحية وتلزمها بأن تقدم مصلحة الشعوب الخليجية على أهوائها الشخصية التي لا تجد لها تبريراً واحداً في هذا التصرف الصبياني الذي واجهته الخارجية القطرية بكثير من الأسف ليس لأن هذا التصرف هو الوحيد للرياض في منع مواطنين قطريين من دخول أراضيها ولكن لأنها مستمرة في هذه التصرفات لا سيما وأن الظرف اليوم هو مواجهة وباء عالمي يتسلل إلى الدول دون التوقف في الحدود أو طلب تأشيرة مسبقة أو حتى استئذان وما يمكن أن يطول قطر من خطر هذا الفيروس هو حتما خطر على المنطقة بأسرها والعكس صحيح أيضا!. وفي الواقع إنني قد سألت نفسي أيضا إن كان مجلس التعاون الخليجي سيتخذ سياسة جديدة في عهد الأمين العام الجديد الدكتور نايف الحجرف تختلف عما كانت عليه في عهد السابق عبداللطيف الزياني الذي ظل ردحا منذ أن فُرض الحصار على قطر مختفيا وحينما خرج كان منتقدا لقطر ولإعلام قطر وسياسة قطر دون التطرق لماهية الخلاف أو محاولة حله وتقريب وجهات النظر أو مشاورة أطراف الخلاف للوصول إلى حل تحت مظلة الأمانة العامة للمجلس، ولذا إن كان هذا التحدي اليوم يقوم على مرأى من أمانة هذا المجلس دون حركة أو ردة فعل فإننا أمام صلاة جنازة أخرى لمجلس التعاون ليس لأن هذا المجلس لم يكن بقدر مأمل شعوبه منه ولكن لأن أمانته هي الميت الحي فيها وهذا أدهى وأمر!. [email protected]