10 سبتمبر 2025
تسجيلكنت في طريقي إلى عاصمتين عربيتين في رحلة عمل، واضطُرِرت إلى السفر من عاصمة إحداهما في الشرق وأخرى في الغرب. كان المشهد في كلتا العاصمتين متشابهاً لدرجة لا تصدَّق، هاتان العاصمتان تعاني دولتاهما من شح قاتل للموارد المائية، ولكن شوارعهما وعبر كل وسائل الإعلام المحلي والعالمي قد غرقت بمياه الأمطار حتى أصبحت المدينتان كمدينة البندقية الإيطالية، وكان سكانهما يستغيثون ويستنجدون لأن بيوتهم قد طمرتها مياه الأمطار، وكأن هاتين العاصمتين قد تم إلقاء قنبلة ذرية عليهما وليست أمطار خير وبركة. إننا أمام مشهد مؤلم حيث إننا نعاني من نقص إدارة إن لم يكن انعدام للإدارة، فلقد وهبنا الباري عز وجل كل شيء غير أننا جعلنا من النعمة نقمة علينا، فهذه الأمطار التي تُعتبَر مياهها نقية وعذبة كان بالإمكان أن تجري وفق مسار معين وتخزَّن وتُحفَظ ليعاد استخدامها على مدار العام للزراعة أو الصناعة أو للاستهلاك البشري. الأمثلة في هذا الجانب كثيرة وصادمة مع شديد الأسف، إذ إننا نعاني من أزمات عدة تعصف بنا، ومنها البطالة وزيادة عدد السكان والفقر وغيرها الكثير، هذا في الوقت الذي قدم فيه العلم وتجارب الشعوب الأخرى حلولاً ناجعة وذات نتائج سريعة فلماذا لا نتبعها. أننا متشبثون بحلَّين لا ثالث لهما أما أنْ نحل مشاكلنا وفق خطط وأفكار وطروحات قديمة وبالية لا تناسب عصرنا وواقعنا والطفرة العلمية التي مست كل جوانب الحياة، أو نتبع أسلوب الترقيع وسد الثغرات تحَسُّباً من صرف المال وإنفاقه أو عدم بذل الجهد أو تحَمُّل المسؤولية، حتى وصلنا إلى هذا الحال المؤلم الذي نعيشه، وكل هذا بسبب نقص الإدارة الكفؤة التي لا تعرف إدارة الموارد والوقت والمال.