16 سبتمبر 2025

تسجيل

عالم الظل

18 مايو 2019

يمكن للمرء في العلن أن يستنتج الكثير من الحقائق وينبش عن الأسرار الغائبة عنه، ولهذا لا خوف من أي شيء علني حتى لو كان ضارا ومؤذيا فبالامكان المواجهة والردع ومعرفة السلاح المناسب لها. مشكلتنا هي في عالم الظل حيث تغيب المعايير والمقاييس، عالم مجهول الملامح إن لم تكن ممسوخة بكل ما تعنيه الكلمة، والناجي هو الذي يبتعد عنه والهالك من يدخل فيه ويتوه في دهاليزه المظلمة! أفضل سلاح لمواجهة هذا العالم هو سلاح التوعية، فعالم الظل يعشق الجهل ويتغذى عليه ولهذا دائما تجد كل أكاديمي ومثقف أو أي مختص في أي مجال عندما يناقش أي مشكلة تجده يتحدث عن التوعية بها ويشرح لك عنها حتى تتضح الصورة أمام الجميع. لقد عانينا كفاية من عالم الظل، ويكفي أن أذكر لكم تنظيم داعش والذي هو أكبر دليل على صحة كلامي، كيف تكون هذا الكيان السرطاني في بيئة قذرة وتفشى في أجساد عدة دول دفعة واحدة، وما زلنا في حرب عنيفة معه حرقت الأخضر واليابس ودمرت محافظات بأكملها. باتت بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي نقطة جذب وانطلاق في عالم الظل، فشخص مجهول يؤسس له صحيفة الكترونية ويكتب ما يشاء تحت شعار "حرية التعبير" ويضرب بعرض الحائط كل المعايير، وشخص آخر يؤسس صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي ويجمع حوله فئات من الشباب المغيبين ويغذيهم على الأفكار السوداوية، وهكذا يصبح لهم كيان على أرض الواقع وصوت ناطق بهم، وبعدها ينفذون عملياتهم هنا وهناك حتى يثبتوا وجودهم ويزرعوا الخوف في قلوب فئات المجتمع المحيطة بهم!.