11 سبتمبر 2025
تسجيلفي إطار الحملات التوعوية والجهود الكبيرة التى تقوم بها وزارة الداخلية بصورة متتالية من أجل مجتمع آمن خالٍ من الحوادث المرورية، نظمت حملة تعتبر من أهم الحملات، التى نتمنى أن تلقى أثراً كبيراً بين كافة شرائح المجتمع بكل فئاته العمرية، وهى أنا أتعهد حول الالتزام بحزام الأمان أثناء القيادة، التى نأمل أن تتحول إلى ثقافة سائدة نلتزم بها أخلاقياً وثقافياً، كما نحترمها عند ذهابنا إلى الدول الأوروبية، ونستعجب من حرص الكثير على الاطلاع على قوانين الدولة التى سوف يتوجهون اليها ويلتزمون بها التزاما حادا تخوفا من حدة التجاوز أو التطاول على قوانينها وتجنبا لعقوبة تجاوزات القوانين سواء كانت مادية أو قانونية والأجمل من ذلك خبراتهم القانونية والثقافية التى يرشدونك بها مجرد انك طلبت معرفة الكثير عن قوانين هذه الدولة قبل السفر اليها، وتليها مخاوفهم من تكرار التجاوزات التى بالإمكان التى تصل إلى أن يكون اسم الشخص فى القائمة السوداء ويمنع دخوله إليها مرة أخرى ويعطيك سلسلة من النصائح القانونية والارشادات، وعندما تجد الكثير من هؤلاء رغم التزامه بالخارج إلا انه بداخل وطنه النقيض لذلك ولا يعطى أي نوع من الاهتمام أو الاحترام رغم سلسلة القوانين وحجم الحملات التوعوية والغرامات وتكاثر حالات الوفيات نتيجة عدم الالتزام بقوانين المرور، وما يحقق لك السلامة المرورية حفاظا على سلامتك وسلامة الآخرين من حولك، وبدلاً من أن تتكلف الدولة بميزانية ضخمة للحد من الحوادث أو حفظ سلامة الفرد أو المجتمع من الحوادث أن توظف هذه الميزانيات في تنميته فكريا وثقافيا من أجل النهوض به وبالدولة لانه استثمارها الأول من خلال رؤيتها المستقبلية، أصبحت تخصص ميزانية بصورة اكبر للتوعية فى هذا الجانب، ومن المفترض ان تكون القوانين المرورية ثقافة ثابتة فى ذهن شرائح المجتمع وتتوارثها الاجيال بصورة متتالية وتنبثق من خلال تداولها واحترامها، ويلتزم بها كبار المسؤولين والمثقفين بكل فئات المجتمع قبل ان تبث من خلال التوعية للاطفال والشباب بالمجتمع، وتكاد تكون أكثر مشاكل وتحديات مجتمعاتنا العربية والخليجية على وجه الخصوص الثقافة السائدة وقلة الوعى بمحدثات الأمور ويليها التقليد الأعمى والواسطة والمحسوبية وما يتبعها من الانفتاح الثقافى والتكنولوجى والاستهلاكى فى آن واحد وفى فترة قصيرة كان لها أثر كبير على ثقافة الفرد نفسه، ولذا فالسلامة المرورية وسلامة الفرد والمجتمع من خلال قواعد المرور التى لابد وأن تتبع لابد وأن تكون مسؤولية مشتركة للجميع وثقافة تبث من الاسرة والاعلام والتعليم وليست مسؤولية الجهات الامنية بالدولة، خاصة فى الفترة الاخيرة وارتفاع نسبة الحوادث الشبابية بسبب عدم الالتزام المرورى او اللهو والسرعة الزائدة وأدت الى خسائر فى ربوع الشباب او تحول الكثير منهم على كراسٍ متحركة مما بالطبع اثر على الثروة البشرية والتنموية بالدولة وتليها خسائر الاسرة فى المقام الاول ولم تعد هناك عائلة او منطقة لم تخسر فلذة كبدها فى ربوع الشباب بسبب الاستهتار المرورى وعدم الافاقة او الحذر الشديد من تجارب الآخرين من الاسرة والاصدقاء والاخبار المجتمعية الاخيرة وأثارت غمامة حزن شديدة على الشارع القطرى ولذا كلنا أمل في المرحلة القادمة ان تكون لدينا الثقافة المرورية ترفرف فى سماء بيوتنا العربية والخليجية ونوفر المال والجهد الذى يسخر للتوعية فى استثمار جوانب تنموية اخرى يستفاد منها المواطن بصورة اكبر كجزء من حرص الدولة عليه وعلى دوره الوطني والمجتمعي والتنموى ويليها دور مجالس الاسرة فى كل عائلة ومنطقة التى لها دور كبير فى النصح والارشاد والتوجيه ولا يغفل علينا الدور الكبير للوالدين والاقتداء بهم من خلال رؤية ابنائهم لسلوكياتهم وافعالهم وليست بعدم الالتزام بحزام الامان او القواعد المرورية التى تحفظ سلامة المجتمع والمواطنين وان تكون للقوانين ثقافة عامة تنبع من بيوتنا وسلوكياتنا وليست قوانين نلتزم بها مجرد رؤية رجل الأمن بالشارع اثناء المرور فقط ولا نستطيع أن نغفل الدور التربوى والتأثير الفكرى للمعلم من خلال الأفعال والأقوال والأنشطة المتعددة بالصفوف والزيارات الميدانية وتأثيرها على الطلاب والشباب ويتبعها دور الاعلام بكل وسائله المرئية وغير المرئية بقيادات اعلامية واجتماعية لها تأثير نفسى وثقافى بالمجتمع من خلال الحوار المفتوح وتسليط الأضواء بصورة مستمرة بطرق تتناسب مع ثقافة المجتمع فى الوقت الحالى ونهاية المطاف السلامة المرورية مسؤولية مجتمعية مشتركة ولابد من التعاون المجتمعي.