27 أكتوبر 2025

تسجيل

نصيحة أب لابنه عن الإنترنت

23 فبراير 2016

كثيرا ما نستمد معلوماتنا ونزيد من ثقافتنا وتكتنز ذاكرتنا بواسطة التبادل المعرفي بيننا عبر ما يطلق عليه اليوم مواقع التواصل الاجتماعي الذي أصبح له بريق متوهج في عالم المعرفة ويقبل عليه العامة والخاصة من المثقفين في ظل الابتعاد عن قراءة الكتب التي هي المصدر الرئيسي للمعرفة والثقافة التي تحتويها تلك المواقع من معارف فيها الغث وفيها السمين الذي يغني عن جوع في ظل الخواء المعرفي السائد بين جيل اليوم . إن جوجل والفيس بوك وتويتر والواتساب وجميع برامج التواصل الاجتماعي: بحر عميق، ضاعت فيه أخلاق الرجال، وسقطت فيه عقول الشيب والشباب، وابتلعت أمواجه حياء البعض من النساء، وهلك فيه خلق كثير، ولهذا وقعت بين يدي نصيحة أب لابنه يحذره من الانزلاق في أتون هذه المواقع المفضوحة والتي تضم بين حناياها معلومات غير موثقة وليس لها أدلة وبراهين، وللأسف لها مروجوها حتى تصبح وكأنها حقيقة دامغة . ومن أنبل نصائح هذا الأب لابنه في هذا الجانب حين يحذره بقوله يا بني إياك وفتح الروابط، فإن بعضها فخٌ وتدبير، وشرٌ كبير، وهكر وتهكير ودمارٌ وتدمير .. إياك ونشر النكات والإشاعات، واحذر النسخ واللصق في المحرمات وحتى في نقل البلاء من الغيبة والنميمة، وإذا أسر لك أخ أو صديق سرا، فلا تفضحه في المواقع فيفضحك الله بالمصائب . ويواصل الأب قائلا: قبل أن تعلّق أو تشارك أو تضع ﻻيك فكّر إن كان ذلك يُرضي الله تعالى أو يغضبه، واعلم أن كل حرف تكتبه أو ﻻيك تكبسه فإن الملائكة تسجلها .. لا تعول على صداقة من لم تره عينك، ولا تحكم على الرجال من خلال ما يكتبونه، فإن الكثير منهم متنكرون، فصُورهم مدبلجة، وأخلاقهم مجملة، وكلماتهم منمقة، يرتدون الأقنعة .. احذر الأسماء المستعارة، هؤلاء لا يثقون بأنفسهم، فلا تثق فيمن لا يثق في نفسه، وإياك أن تستعير اسما، فإن الله تعالى يعلم السر وأخفى . ويستطرد بقوله يا بني لا تجرح من جرحك، فأنت تمثل نفسك وهو يمثل نفسه، وأنت تمثل أخلاقك وليس أخلاقه، اتقِ ما تنسخ وتكتب، أنت تكتب والملائكة يكتبون، والله تعالى يحاسب ويراقب، إنها حسرة وندامة، ويوم يعض الظالم على يديه .. إن أخوف ما أخافه عليك في بحر الإنترنت الرهيب هو مشاهدة الحرام، فإن رأيت نفسك متمرّغا في أوحال المحرمات، فاهرب من دنيا الإنترنت . إن الإنترنت عالم كبير، فاعلم يا بني أن لا أحد يُقدم سلعته مجاناً، فالكل يريد المقابل، منهم من يريد إفساد الأخلاق مقابل سلعته، ومنهم من يريد عرض فِكره المشبوه، ومنهم طالب للشهرة، والقليل منهم المصلحون . إن من أهم مداخل الشيطان الغفلة والشهوة، وهما عماد الإنترنت، واجعل هذا النت في خدمتك ﻻ في غفلتك، فاستخدمه ولا تجعله يستخدمك، وابنِ به ولا تجعله يهدمك، واجعله حجةً لك، ولا تجعله حجة عليك . وآخر نصيحة نوجهها لأبنائنا جيل اليوم هو الحذر بالتوغل في الغوغل وغيره، كن فيه كالنحلة، لا تقف إلا على الطيب من الصفحات لتنفع بها نفسك والآخرين، ولا تكن كالذبابة تقف على الخبيث، فتكون وسيلة لنقل الأمراض من دون أن تشعر. فهل تعلمتم شيئا من هذه النصائح ؟. وسلامتكم