13 سبتمبر 2025

تسجيل

انيما منصة للثقافة بحجم "أثر"

23 فبراير 2015

* هل حلم احدكم بأن يجد "أثرا" لأرجله او عجلاته في احدى ازقة الدوحة القديمة وفرجانها.. او حلم بأن يقرأ اسطرا لشخبطات طفولية على جدارات الزمن القديم او احرف لزخات وله ومحبة دساها بين افرع الاشجار او هي تعليقات لمباريات كرة قدم اشتعلت بين ابائهم وجدودهم حينما كانوا صبيان الفرجان او هي بقايا من شجيرات زهرة المشموم والسدر والكنار المتدفق ولعبة شد الحبل.* إنها ذاكرة المكان والزمان بريشة الفنان المبدع علي حسن تجدها ان وقفت امام احدى اللوحات الفنية لمعرضه التشكيلي المقام بجاليري انيما الذي افتتحه وزير الثقافة والتراث د. حمد الكواري وسط حضور مميز لمتابعي الفن الرفيع وزائره لابد غائصا في ذكريات هذا وذاك.. هنا وهناك.. ولن تستطيع ان تغادر صالة جاليري انيما هذه المنصة التي فتحت ابوابها ومنافذها في مدينة اللؤلؤة قطر لتوثق للفن الاصيل ايمانا من ادارتها بأن الاستثمار في الثقافة باب من ابواب العمل الناضج والملهم للآخرين لذلك علقت غادة الشولي "عقدنا رباطا متينا مع مجموعة من الفنانين المتميزين الحاملين لهم الابداع بريشتهم وألوانهم ونبض احاسيسهم والتي تحدِّث كل من وقف امام هذا الجمال الباهي ان للثقافة منصات عالية انيقة ولها اهداف ضمن صياغة المشهد الثقافي".* والفنان علي حسن سبق ان صمم شعار الدوحة عاصمة الثقافة 2010 وارتبطت ابداعاته بالاعتناء الشفيف وبشغف بحروف اللغة العربية من نونها إلى ألفها لجيمها ولجملها علما ومعلما.. وقفز مع انيما لمرحلة متقدمة جدا من العطاء الفني لإمتاع العين وحض مكامن الفرح من خلال شمولية وتنوع، نادرا ما تجتمع ابجدياتها في فنان، حيث شمل معرضه المجسمات والمنحوتة واللوحة الناطقة تلك التي تحدث الناس عن ما تركه ربما الاجداد ربما الاطفال من اثر يحرك مكامن الذكريات التي لم يرض لها الفنان القامة علي حسن ان تكون دفينة في باطن الذاكرة، فسل الضوء حولها من خلال سلسلة لوحات في ملامح شرقية وخيول الصحراء وقرية الشعراء التي شكلت تراكما انطلقت منه تجربته إلى آفاق عززها التواثق مع انيما التي نفذت اعماله في افضل الورش والمعامل العالمية.* هذا الـ "انيما" دخل بقوة لساحة الثقافة لإحياء عروقها من خلال تبني تجارب وخبرات لفنانين ملهمين وقد استضاف منذ ان فتح اشرعته لفنانين عالميين لهم اسهاماتهم في سماوات الفن التشكيلي ونفذ معارض مميزة لتشكيليين قطريين منهم يوسف أحمد وأمل العاثم وقد حيا د. الكواري المستوى الرفيع للمعرض والقائمين عليه بالاستثمار في الفن لافتا إلى انه دليل على مرحلة متقدمة من الوعي الثقافي وبدور القطاع الخاص في التنمية الثقافية ورفع الزائقة الجمالية والتوثيقية باعتبار ان "الاثر" توثيق بلغة الفن وتراث غير منظور.* من المتوقع ان تغادر لوحات هذا الارث الغني إلى قاعات الفنادق العالمية والمتاحف وواجهات المؤسسات التي تصل قاماتها لقامة الفن للحياة.همسة: معرض "اثر" لعلي حسن بجاليري انيما مشاركة ذكية في رسم خريطة الثقافة.