12 سبتمبر 2025

تسجيل

عُمان أهلٌ وإخوان

23 يناير 2023

حينما أقول (عُمان) فإنني بهذا أذكر التاريخ والأصالة والعراقة، وحين أقول (قطر وعُمان) فإنني بهذا أؤكد على علاقات وأخوة وجيرة وتوافق دبلوماسي وشعبي وكل شيء يمكن أن يعبر عن مدى الترابط الوثيق الذي يجمعنا بأشقائنا في سلطنة عمان الغالية، وقد اعتدت شخصيا حتى في تغريداتي أن أصفها بهذه الكلمة وهي (الغالية) لأنها فعلا قد تجاوزت مراحل الشعور الذي يمكن أن يتدرج في معناه ومراتبه ليصل إلى أدقها وصفا وهي أن عُمان لا تمثل لنا مجرد دولة جارة وضمن محيطنا الخليجي والعربي والأمة الإسلامية فحسب، بل هي دولة كانت لها مواقفها القيمة والأصيلة والتي تجعل أهل قطر اليوم، حكومة وقيادة، تعدها منا وفينا ولا نرضى أن يقال عنها أي كلمة يمكنها أن تمثل شائبة في علاقات الشعبين. وكم كانت فرحتنا عميقة منذ أيام مضت ونحن نرى منتخب (الأحمر) يتأهل للمباراة النهائية في بطولة كأس الخليج في نسختها الـ 25 والتي أُقيمت باحتفاء كامل وتنظيم عال في مدينة البصرة العراقية التي احتفى منها شعب العراق بأسره بالشعوب والمنتخبات الخليجية على حد سواء في كرم عراقي ليس بغريب على أهلنا هناك وهو يلاقي صاحب الأرض والجمهور منتخب أُسود الرافدين في مباراة أشبه بالماراثون الكروي من حيث صد ورد الأهداف أو حتى بالندية العالية التي لعب بها المنتخبان، لا سيما منتخب عُمان الشقيق الذي شاءت له الظروف حينها أن يلعب دون جمهور بسبب الارتباك الذي ساد تنظيم دخول الجماهير لاستاد جذع النخلة والذي احتضن أكثر نهائيات بطولات كأس الخليج إثارة وتشويقا، ومع هذا فقد صمد (الأحمر) 120 دقيقة تحت هتاف عشرات الآلاف من الجماهير العراقية التي كانت تهتف باسم العراق لتشجيع منتخبها الذي استطاع أن ينتزع لقب البطل في مباراة كان يمكن أن تنتهي في دقائقها التسعون قبل أن يكون لمنتخب عُمان كلمة قوية في آخر ثواني المباراة وينتقل المنتخبان بعدها لشوطين إضافيين. عاش الجمهور العراقي المتواجد على المدرجات والجمهور العماني من وراء الشاشات أوقاتا عصيبة قبل أن يخطف العراقيون هدف الفوز باللقب الغالي بعد استضافة عراقية للبطولة استمرت لـ 43 سنة ويخرج المنتخبان فائزين بغض النظر عن النتيجة. وكما فرحنا لمنتخب العراق الذي استطاع أن يذيق شعبه فرحة الانتصار والظفر باللقب والبطولة فإننا رأينا على الضفة الأخرى منتخب عُمان يرتشف هو الآخر من كأس الانتصار والفوز باعتباره وصيفا بطلا لهذه الكأس استطاع أن يتعدى أبطال وصاحب اللقب منذ النسخة الماضية ويصل للنهائي ويقلب أجندة المباراة ببطولة ملحوظة. وعليه فإننا رأينا أن لا خاسر كان في نهائي خليجي 25 على غير ما يحسب في غيره من النهائيات لأي بطولة كانت، ونفتخر أننا كنا من جمهور العماني في قطر وإن كنا نتمنى لمنتخب العراق خيرا لمقصد إنساني بحت وهو لإسعاد الملايين من الشعب الذي قاسى ويلات الحروب والإرهاب وكانت هذه البطولة بمثابة تكريم لصبر هذا البلد وجسارته للتغلب على كل هذا لأننا في الأول والأخير تربطنا علاقات وثيقة مع العراق وسلطنة عمان ولا يمكن تفضيل الأول على الآخر لأن أهل عمان أنفسهم يعرفون جيدا قيمتهم عند أهل قطر وأن المساس بهذه المحبة خط أحمر لا يجب تجاوزه من أي كائن من كان مهما حاول آخرون أن يقتربوا من هذه المنطقة الفاصلة في العلاقات القطرية العمانية فإن العودة بخفي حنين هو الجزاء الذي ينتظر هؤلاء الفاشلين فنحن قيادة وشعبا نعرف جيدا كيف نحافظ على علاقتنا الجميلة والوثيقة مع قيادة وشعب السلطنة وفي المقابل نلقى منها كل المحبة والتقدير، داعية الله عز وجل أن يخيب رجاء من أراد للبلدين شرا وأن يرد كيده إلى نحره خائبا يائسا مكسورا وفاقدا للحيلة والوسيلة، فاللهم آمين.