14 سبتمبر 2025

تسجيل

أطفالنا والإعلام ووسائل التواصل

23 يناير 2022

لا ندري إلى أن سيمضي بنا من ابتلينا بهم من صناع الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، من تدمير الأجيال وإيجاد قيم ومبادئ لا تناسب عقيدتنا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا المستمدة من تلك العقيدة، من خلال إنتاج مسلسلات وأفلام تهدم كل القيم الجميلة، التي تربينا عليها، وتربى من قبلنا آباؤنا وأجدادنا عليها، قيم تدعو للخير والعفاف والستر والشرف والنخوة وعدم الغدر والخيانة والثبات على الدين، مسلسلات ليست من مجتمعات أخرى لا تماثلنا في هذه القيم ولا يمكن أن تؤخذ عليها، لأنهم هكذا تربوا، ولكن تأتي من مجتمعنا الخليجي الذي أصبح للأسف ينتج مسلسلات وأفلاماً أقل ما نقول عنها إنها مقززة ومنفرة، لأنها بعيدة عن أخلاقياتنا وقيمنا، وقبل كل شيء ديننا الحنيف، فالشباب همهم التلاعب على عقول الفتيات والبحث عن الملذات والمخدرات واللهو والغدر والخيانة، وفتيات يهربن من بيوت الأهل للخارج طلباً للحرية والانفلات من قيود الأسرة التي يعتبرنها حقاً من حقوقهن، فتيات يلهثن وراء الشهرة وشراء السلع، وقد تفعل الفتاة ما لا يمكن أن يصدق حتى تكون مثل من تراها أفضل منها بمالها، وأمهات أهملن أطفالهن وانطلقن وراء الملهيات والصديقات وغيرهن، كانت القسوة ديدنهن مع هؤلاء الأطفال، يلبين حاجاتهن بغض النظر عما يحتاجه أطفالهن، بل أصبحت هناك من المسلسلات والأفلام التي تتطرق إلى مواضيع يخجل القلم عن كتابتها واللسان عن قولها هذا من ناحية. ولننظر إلى الناحية الأخرى حيث وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت للأسف (وسائل التقاطع الاجتماعي)، فلم يعد أحد في البيت الواحد يتكلم مع غيره، والكل في عالم آخر مع هاتفه النقال الذي يحرص على استبداله كلما نزل الجديد منه. وآه وآه مما يشاهده هؤلاء في ذلك الهاتف، وتبثه تلك الوسائل ومشاهيرها، الذين أصبح ينظر إليهم كقدوة لابد من الاحتذاء بها، وخاصة ما يشاهدونه من غنى كبير يتمتع به هؤلاء المشاهير نظير الإعلانات خلالها وذلك البذخ الذي يظهر به هؤلاء. وأصبح كل فتاة وكل شاب يتمنى أن يصبح منهم، بل حتى الأطفال الذين يساعدون أقرانهم وقد أصبحوا مشاهير في تلك الوسائل، الأطفال الذين يتاجر آباؤهم وأمهاتهم بهم من أجل حفنة من المال وهم لا يدركون أنهم يدمرونهم. نعم لا ندري ماذا سيحل بالأجيال القادمة، خاصة في حالة انشغال الأهل عن تربية ورعاية أطفالهم، ناهيك عن القذف بهم إلى التعليم الخاص الأجنبي حيث الاختلاط وفقدان اللغة العربية لدى الأبناء، والمفزع نسيان تربيتهم دينياً من صلاة وصوم بل وتعاليم دينية تحث على الأخلاق والقيم، ولا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله، والله يثبتنا على الدين ويصرف قلوبنا إليه. إن فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض لهم حقوق لابد أن تعطى لهم وإلا سنكون نحن العاقين لهم، لأننا لم نحسن تربيتهم ولا تعليمهم بل تركنا للغير ذلك من مربيات وخدم وتعليم خاص يفقدهم هويتهم ودينهم ولغتهم ويصبحون مسخاً لا يعرف أين يتجهون. إن الواجب الذي يمليه علينا نحو تلك الفلذات لهو كبير، خاصة أنهم سيكونون مجتمعاً بعد ذلك وسيكونون أولياء أمور لديهم أطفال سيعمرون الأرض بعدهم، فلماذا لا نجلس نحن الآباء والأمهات قبل أن يخرج الطفل للحياة ونضع له خطة تهدف إلى ترسيخ هويته الوطنية التي تتمثل بتمسكه بدينه الإسلامي الحنيف وعاداته ومبادئه المستمدة من هذا الدين وهو في أحضاننا قبل أن تتلقفه المدارس وشلة الأصدقاء، ونختار له التعليم الذي يجمع بين تلك الهوية والمعارف الجديدة بحيث يستفيد ويفيد وتتكون لديه شخصية متوازنة لا شخصية مهزوزة مضطربة، ونؤكد لأطفالنا أننا نفعل كل ما هو صواب لهم ونبعدهم عن الخطأ حباً واهتماماً بهم، ونؤكد لهم أن الطريق المستقيم هو الطريق الذي يؤدي إلى نقطة البداية الحقيقية ولا ما نع أن نستعين بما يساعدنا على رعايتهم من خدم تحت إشرافنا وأعيننا حتى لا نندم وقت لا ينفع الندم. وأن تعمل الدول بجهودها للتقليل من ظاهرة الصورة السلبية التي تعطى للمجتمع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام.