16 سبتمبر 2025
تسجيلاعتدنا أن ندخل معرض الكتاب وأعيننا تتجه لعناوين الكتب ولأسماء دور النشر، والبحث عن عناوين كتب ومؤلفات ومؤلفين ، والوقوف عند المعنيين من اللجنة المنظمة بالبحث في الكمبيوتر ، ما حدث هذا العام أننا ندخل لترتفع رؤوسنا لديكورات وجدران المقاهي المشاركة وعلو ارتفاعها الذي جعل دور النشر تتوارى خلفها وأمامها وعن جهاتها الأربع ! بل جاءت بعض الملاحظات من عدد دور النشر من قلة الإقبال وشراء الكتب مقارنة بما دفع من استئجار ومن تحمل تكلفة النقل والشحن مقارنة بالسنوات السابقة. المعرض من حيث المكان والتصميم والشعار " أفلا تتفكرون" ومن حيث الديكورات ومن الأجواء الباريسية المصاحبة .. وعدد المقاهي الكبيرة ، ومساحة خصصت للفن التشكيلي ومساحة مدرسة قطر، ومساحات خصصت لجهات حكومية ووزارات ، كل تلك المساحات والديكورات والمقاهي جميلة ومميزة ولكن ليس محلها معرض الكتاب! افتقد لرؤية التركيز على الكتاب وقيمته ومحتواه والفكر الحقيقي لمعنى الكتاب وقيمته كصديق وفيّ يرافق صاحبه ، وأهمية اقتنائه وبأسعار مناسبة لمحتواه ومضمونه ونوعية طباعته معًا. أصبح تأليف الكتاب والمؤلفات والجلوس للتوقيع والتباهي بعدد الطبعات للبعض قيمة وثراء وحرصا، وللبعض شهرة سريعة ومواكبة لموجة المؤلفين دون الوقوف على محتوى الكتاب، الذي لا يتعدى ثرثرة وسطورا لا تتجاوز تغريدة تنشر في كتاب ليكون هو الذوق الغالب للإقبال عليه والتباهي بحصول توقيع وإهداء مؤلفه، والتواري سريعا للجلوس في أحد المقاهي المشاركة للتصوير ! جميل أن تكون هناك دور نشر محلية تنافس دور النشر الخليجية والعربية، ولكن الأهم وضع الرؤية لهدف إثراء المكتبات والأرفف بكتب ذات قيمة وعمق يبقى أثرها سنوات وتثري المكتبات وتضيف للأجيال. وجميل أن يكون للشباب القطري من الجنسين المشاركة سواء على مستوى التنظيم أو على مستوى التأليف والكتابة وعلى مستوى العمل الإداري، ولكن من الأهمية إعطاء الخبز خبازه.. فمن يكون مسؤولا عن تنظيم حدث ثقافي كبير بمستوى معرض الكتاب أن يكون ملما بالثقافة وقارئ ومهتما ومطلعا على أهم الكتب والعناوين والفئات التي يخاطبها المعرض، وأهمية تواجد عدد من دور النشر المختصة والتي للأسف غاب عدد منها عن المشاركة ، وأهمية قراءة واستطلاع لمعارض الكتب المجاورة وغيرها ... مستوى التنظيم ومستوى الترتيب لمعرض الكتاب في قطر وغيره من معارض تنظم في البلد سواء كانت للمجوهرات أو العطور أو المنتجات الأسرية وغيرها من معارض لا يمكن مقارنته بأي معرض في دول خليجية أو عربية، فالتنظيم على أعلى المستويات.. لكن معرض الكتاب غاب عنه الكتاب وغاب عنه روح معرض الكتاب الحقيقي الذي عهدناه سابقًا من دور النشر ومن الإقبال على شراء الكتب والتواجد يوميا للبحث في العناوين، أو الاستعداد قبل المعرض بقائمة يبحث عنها في دور النشر.. غياب عدد من الدول عن المشاركة لظروف سياسية كان قد يسمح لدور نشر عربية وخليجية ودولية أن تشارك وتثري المكان، وتسهم في تعديل وتهذيب الذوق الغالب على نوعية الكتب وعدد المؤلفين الذين لم نسمع عنهم ولم نقرأ لهم مقالا ولم نقرأ لهم حتى تغريدة قيمة.. هناك من حضر لمعرض الكتاب للفسحة واحتساء القهوة، وهناك من حضر للالتقاء بأسماء معروفة إعلاميا ، ومؤلفين ، وهناك من حضر لشراء وجبة غذائية ! وهناك من حضر لأجل التجول والفرجة ! وهناك من حضر لمعرض الكتاب إلا إنه لم يجد ما حرص على البحث عنه من عناوين! وهناك من حضر دون هدف ودون توجه معين لنوعية الكتاب الذي يريد .. كتلك الأخت التي سمعتها تخاطب من معها : أبي أشتري كتاب بس ما عرف شنو آخذ ؟ سياسة أو رواية أو شنو!؟؟ آخر جرة قلم: يبقى الحرف أمانة والورق الذي كتب عليه شاهدا، وحمل القلم أمانة أعظم ليس من السهل حمله والكتابة به بشخبطات ومؤلفات قد تدس السم خلال الحروف والسطور ويغفل من يغفل! القلم أمانة عظيمة بأن تسهم بفكرة وقيمة أدبية وأخلاقية وثقافية قيمة، وعمق فكر إنساني تسهم في بناء فكر وخلق إنسان.. وبناء مجتمع حضاري ثقافي بفكره وتعامله وإسهامه. الثقافة منظومة متكاملة من فن ومسرح وإذاعة وتلفاز وفن تشكيلي وكتاب وفعاليات مصاحبة تحرص على الهوية الوطنية، وتحافظ على منظومة الأخلاق وأعراف الدولة، وهذه المنظومة بحاجة إلى الاهتمام والالتفات لكل منها على حدة في تنظيم وتنسيق وزمان ومكان يخصص له ليعطى لكل منه الاهتمام والعناية والحضور والتأثير. Tw:@salwaalmulla