17 أكتوبر 2025

تسجيل

كم قيصر لدينا!

23 يناير 2019

في عام ١٩٨٠ انضم شاب صغير يدعى «كارلوس هنريكو رابوسو» لأحد أندية كرة القدم في البرازيل، وكان يحضر التدريبات، ولكنه لا يجيد سوى الكلام المعسول، فيقنع المدرب بمهاراته، وعندما يأتي يوم المباراة، كان يدّعي الإصابة في أول دقيقة من دخوله الملعب، أو يفتعل مشاجرة ليطرده الحكم. ولأن طبيعة عمله كلاعب تتطلب الشعبية والعلاقة الجيدة بالصحفيين؛ فكان يصور مقاطع فيديو وهو يمثل تسديد الأهداف وتحييه مجموعة من الجماهير المستأجرة ويرسلها للصحفيين ليتحدثوا عن مهاراته ويبرزوا اسمه، وبسبب الشبه الكبير بينه وبين اللاعب الألماني بكنباور الذي كان يلقب بالقيصر، فأسماه الصحفيون «كارلوس قيصر». كان كارلوس قيصر ماهراً في بناء العلاقات، فالجميع يعرفه ومبهور به، مما ساعده على الانتقال لعدة أندية، وفي كل مرة يحاول فيها رئيس النادي أو المدرب طرده كان رفاقه يقفون ضد هذا القرار، نظراً لعلاقتهم به والخدمات التي يقدمها لهم، حيث كان يعرف مجموعة من الملاهي الليلية، وكان يحرص على أن يحصل أعضاء فريقه على “أفضل خدمة” في الملهى الليلي. بل وكان يتصل برئيس النادي ويغير صوته ويدعي أنه من ناد أوروبي شهير ويود توقيع عقد احتراف مع قيصر، بما يجعل رئيس النادي يتمسك به ويزيد سعره. استطاع قيصر أن يخدع الجميع ويكسب ودهم وتعاطفهم لأكثر من عشرين عاماً حتى نهاية مسيرته الكروية الخالية من الأهداف والإنجازات، وقد حصل على المجد والشهرة والمال. في مؤسساتنا هناك الكثير مثل قيصر، تمر السنوات دون أن يضيفوا شيئاً للعمل، وينسب لنفسه نجاحات الآخرين. والطريقة الفعالة لكشف مثل هؤلاء هو وضع نظام فعال للتقييم مبني على الأهداف ومعايير الأداء، بدلاً من الأنظمة الجوفاء التي تركز بشكل أساسي على الانطباع الشخصي للمدير وعلى مواعيد الحضور والانصراف. Twitter: khalid606