11 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا 7 عمارات ؟!

23 يناير 2014

الصين تعمل حالياً على بناء أعلى برج في العالم يكفي لسكن 300 ألف شخص بخلاف الخدمات والمرافق الأخرى، من متاجر ومكاتب وخلافه، وهذا العدد تقريباً هو عدد الشعب القطري. وسؤالي إلى أين نحن ماضون كدولة.. فصحيح كنت دائم القول لو قامت الدولة ببناء مجموعة من دورات المياه على الكورنيش فهذا يعتبر بنية تحتية مفيدة، ولكن قطر اليوم اشتعلت بالمباني والمدن.. التي لا نعرف لماذا.. ومن المستفيد؟!!إذا افترضنا أن أهل قطر سكنوا عمارة واحده.. وبنينا جوارها عمارة أخرى يتم تخصيصها لأولئك الذين يعملون عند الأسر القطرية والمقيمين والوافدين الذين يساعدون في عملية النهضة والتنمية .. وتجاوزاً تم بناء عمارة ثالثة خاصة لمن تراهم الدولة من المهم استضافتهم .. ولكن أن نبني 7 عمارات أو أبراج لماذا؟ وما الحكمة من هذا الانتشار الطولي والأفقي !!إن الدولة بالخيرات التي حباها الله ليست بحاجة إلى كل هذا الهلع والجزع على مستقبلها. فكما نقول دائماً إن العبرة بالتأثير والتخطيط وليس بالحجم .. فنستطيع أن نبني حضارة جميلة رائعة بدون هذا التوسع الذي لا طائل منه وجلب أعداد يوميا لا قبل لنا بها .. وبناء مدن وعمارات وشوارع وطرق ومستشفيات.. حتى القومسيون الطبي الذي يعمل ليلا ونهارا بفروعه ومستشفيات القطاع الخاص لم تعد تتسع للوافدين !!! وهاهي وزارة الداخلية شرعت في طرح مناقصة بقيمة أربعمائة مليون ريال لمبنى الإدارة العامة لجوازات المنافذ وشؤون الوافدين لمواكبة هذا الكم الهائل من البشر.. حتى إننا لم نعد نرى برا ولا بحرا .. في حين أن ثلاث عمارات تكفينا وتزيد .. ليصل عدد الشعب، الثلث مواطنون والثلثان للوافدين.إن بموارد قطر نستطيع أن نعيش رغيد العيش بدون قلق بل وسنكون الافضل بفضل استثماراتها وغازها وموقعها الإقليمي بل والعالمي ..نحن لا نريد أن ينتهي بنا المطاف إلى مدينة أشباح -لا سمح الله- ولا أن نكون بالكاد نُرى كشعب في بلدنا.. فوالله ضاعت الطاسة بزيادة الأعباء والخدمات على حساب المواطن بسبب الذين انهالوا علينا من كل حدب وصوب كل بأفكاره ونيته وأخلاقه وثقافته وسلوكياته ومعتقداته .. ولم نعد نعلم من المفروض يخدم من؟! اللهم احفظنا وطنا وشعبا من كل سوء وعين ومكروه.