30 سبتمبر 2025

تسجيل

أبواق النظام السوري.. مغالطات يفضحها ضوء النهار

23 يناير 2013

في محاولات يائسة لرفع معنويات نظام دمشق المتجه للانهيار، وطمأنة من يؤيدونه داخل وخارج سوريا، بعد أن صدمتهم خسائره وتفككه المتواصل، رغم الدعم الكبير الذي يتلقاه، تحاول أبواق إعلامية موالية له، وهي متركِّزة في دولة مجاورة له، قلب الحقائق لتتحدث عن صمود مزعوم للمحور الداعم له " سوريا روسيا إيران"، في مواجهة ما يكررون الحديث عنه من "حرب كونية باردة" تجري في سوريا، وتمكّن هذا المحور من تحقيق إنجازات سياسية وأمنية، وعن اطمئنان نظام الأسد بأن الرياح السياسية والعسكرية تتبدّل، لتصب في صالحه. مثل هذه الكتابات جاءت بعد خطاب الأسد الأخير، الذي حاول أن يظهر نفسه بمظهر القوي، والرافض للتخلي عن منصبه، ولأي حوار أو تسوية سياسية إلا وفق شروط نظامه، رغم قرب إتمام الثورة السورية لعامين من حراكها المتواصل لانتزاع الحرية. وكما كان الخطاب مليئا بالمغالطات، التي يكذّبها الواقع على الأرض، في إطار الحرب النفسية التي برع النظام فيها، تأتي هذه المقالات أيضا في مسعى لتزييف الحقائق والوعي، ولكنها تسقط في أول مناقشة لها تستند إلى الحجة والمنطق، وتسمية الأسماء بمسمياتها. حتى على مستوى اللحظة الآنية فإن مثل هذه الادعاءات سرعان ما جاءت الوقائع على الأرض لتفضح زيفها، فبعد خطاب الأسد مباشرة جاءت صفقة الإفراج عن الأسرى الإيرانيين الذين كان الجيش الحر يحتجزهم، واضطرت إيران، وهي أحد أطراف المحور المذكور لتتوسط كلا من تركيا ودولة قطر، لإنفاذ الصفقة. وقبل النظامان السوري والإيراني مرغمين التفاوض مع الجيش الحر، وإطلاق سراح ما يزيد على 2100 أسير من أبناء الشعب السوري الثائر في سجون الأسد، مقابل الأسرى الإيرانيين، ولكم أن تتصوروا علاوة على ذلك ضعف النظام السوري الذي لم يكن في واقع الأمر سوى من منفذ للأوامر الإيرانية، وكيف انقلبت معادلة تبادل الأسرى، ليقبل بأن يقايض الإفراج عن رعايا غيره برعايا أبناء بلده الذين يحتجزهم لديه. وفي ذات الوقت الذي كان أحد مهرجي النظام السوري يتحدث مؤخرا عن صمود محور " سوريا روسيا إيران"، ويسوّق الادعاءات المضللة، كانت الأنباء تتحدث عن قيام روسيا بإرسال طائرتي ركاب إلى العاصمة اللبنانية ببيروت لإجلاء مئة مواطن من رعاياها، فرّوا من الصراع في سوريا، وذكرت وكالات الأنباء أن هذا يندرج ضمن خطة طوارئ لوزارة الخارجية الروسية لحملة إجلاء واسعة النطاق لنحو 30 ألف مواطن روسي في سوريا. ولاحظوا أن عملية الإجلاء ستتم من بيروت وليس من دمشق، لتتضح صلابة وصمود هذا المحور بحق!! تسمية الأمور بمسمياتها بعيدا عن المخادعة، تفرض على أبواق النظام السوري والمنافحين عنه أن يحدثونا عن: ـ حقيقة صمود نظام دمشق وهو بيت القصيد، بعد أن ثار الشعب ضده، وليس عن صمود محور، خاصة في العامين الأخيرين، وكيف سيكون حاله من دون دعم طهران وموسكو العسكري والسياسي له، وهل كان بإمكانه أن يصمد يوما واحدا من دونهما، وحجم التبعية التي ترتبت على ذلك، والأثمان التي تدفع من كرامة الشعب السوري، وعلى حساب سيادة بلاده نتيجة لذلك. ـ صمود الشعب السوري الذي ما زال منتفضا ثائرا، مواصلا لكفاحه ضد ديكتارتورية نظام عائلي، رغم ما قدمه هذا الشعب من ضحايا (شهداء) ومعتقلين وجرحى ومصابين ونازحين ولاجئين، وخسائر في البيوت والممتلكات والأرزاق، بسبب مجازر النظام الوحشية ودمويته، ورغم تخلي الأقربين والأبعدين والمجتمع الدولي عن واجباتهم الأخلاقية والأخوية تجاه شعب يذبح صباح مساء. ـ حجم الأراضي وعدد المعابر والمواقع الإستراتيجية التي يسيطر عليها كل من قوات جيش النظام من جهة والثوار والجيش الحر من جهة أخرى. ـ سقوط هيبة النظام بما في ذلك رأس هرمه لدى الشعب السوري، واتساع رقعة المعارضة الداخلية بأنواعها المختلفة السياسية والعسكرية كما وكيفا، مقارنة بعامين مضيا، حيث كانت رقعة المعارضة محدودة، وكان مصيرها أفرادها الاعتقال والتغييب والخطف دائما. ـ تآكل نفوذ النظام الإيراني وحلفائه بعد ربيع الثورات العربية، والممتد من طهران وحتى الضاحية الجنوبية بلبنان، مرورا ببغداد ودمشق، خصوصا بعد الثورة السورية، ثم تحرك مارد الثورة العراقية. ما يمكن أن نقوله، ويقوله كل منصف شريف ـ بعيدا عن أكاذيب أبواق النظام أن الزمن اللازم لحسم الثورة السورية ربما تأخر، ولعل سببه واضح ألا وهو "محور الشر" الذي يدعم الأسد ليس لأجل سواد عيون الشعب السوري، بل لأجل مصالح طرفي المحور الآخرين " موسكو وطهران"، ولأنهما يعرفان أن سقوط حليفتهما الرئيسة، يعني الكثير لهما. ثم حجم العلاقات الدولية المريبة التي بناها النظام السوري في عهد الأب والابن، بحيث لا يزال الشرق والغرب يصم أذنيه عن جرائمه، وربما يتمنى بقاءه لو أمكن، ثم تخلي النظام الدولي عن مسؤولياته الإنسانية، بما في ذلك مسؤوليات تلبية احتياجات الإغاثة العاجلة، فضلا عن ما يحتاجه الثوار من بعض الأسلحة النوعية لحسم المعركة.  الخلاصة: معركة الشعب السوري مع طاغيته قد تطول للأسباب التي سبق ذكرها، إن حاله من دون دعم طهران وموسكو السياسي والعسكري.. هل كان بإمكانه أن يصمد يوما واحدا من دونهما، وعن حجم تبعيته لهما خصوصا بعد الثورة السورية، وعن دوره في الدفاع عن مصالحهما، وليس عن مصالح شعبه ن حاله من دون دعم طهران وموسكو السياسي والعسكري.. هل كان بإمكانه أن يصمد يوما واحدا من دونهما، وعن حجم تبعيته لهما خصوصا بعد الثورة السورية، وعن دوره في الدفاع عن مصالحهما، وليس عن مصالح شعبه هل كان بإمكانه أن يصمد يوما واحدا من دونهما، وعن حجم تبعيته لهما خصوصا بعد الثورة السورية، وعن دوره في الدفاع عن مصالحهما، وليس عن مصالح شعبه هل كان بإمكانه أن يصمد يوما واحدا من دونهما، وعن حجم تبعيته لهما خصوصا بعد الثورة السورية، وعن دوره في الدفاع عن مصالحهما، وليس عن مصالح شعبهولكن الشيء المؤكد الوحيد أن هذا الشعب بات مصمما على انتزاع حريته، ورفضه لبشار وأركانه جملة وتفصيلا، مهما كلفه من ثمن، وأن كل حقائق التاريخ والواقع ستكون إلى جواره، مع المظلوم ضد الظالم. وعليه فليقل النظام ومن يلف لفّه في إطار حربهم الحرب النفسية والدعائية ما يقولون، لأنهم لا يخدعون إلا أنفسهم ومن هم معهم فقط، وحساب الشعب السوري سيكون معهم بعد الانتهاء من معركة بشار.