14 سبتمبر 2025

تسجيل

"أمان" والمؤتمر التشاوري لمساندة الطفل

23 يناير 2012

• كثيرة هي المؤتمرات التي تعقد وتنفض ولكن المؤتمر التشاوري الرابع لخطوط مساندة الطفل لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا والذي نظمته المؤسسة القطرية لحماية الطفل والمرأة تميز بأن الدول المشاركة تتشابه فيها الظروف الحياتية للاطفال وإن اختلفت الامكانيات.. واتاح الفرصة لتبادل الخبرات والمعارف في اجواء تشاورية منفتحة باسلوب المناظرات وتوزيع الفرص مكنت من المشاركة الواسعة ونجح المنظمون في استحداث وسائل لاستقطاب الاراء وطرح الاسئلة وتقديم المقترحات بسلاسة على سبيل المثال "السبورة" او اللوحة التي علقت بقاعة المؤتمر لتسجيل الاسئلة والمداخلات والمقترحات حتى في فترات الاستراحة. • كان من المهم جدا تسليط الضوء حول أيهما اكثر جدية خطوط المساندة التابعة مباشرة لاقسام الشرطة أم تلك المتصلة بمنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الناشطة، حيث ان الطفل المعنف في البيت والشارع او المدرسة دائما ما تمنعه احاسيسه الدفينة خوفا او ترددا او حياء من التواصل مع المؤسسات الرسمية وأيسر له التواصل مع ما يحس بالامان والثقة معهم، لذلك من الضرورة تطوير مراكز الاتصالات "الكول سنتر" وتدعيمه بكفاءات عالية تمتلك القدرة على ادخال الامان في نفس الطفل المتصل وتحفزه ليعبر عما ينتقص حياته وان يمتلك موظف الاتصالات الحس الانساني والمفردات المختارة بعناية لسرعة البديهة لامتصاص الصدمة الاولى لدى المعنف. • ان التشابك مع المنظمات العالمية ذات الخبرات التراكمية والثراء المعرفي يشكل اهمية عالية خاصة وان ملايين الاطفال حول العالم يعانون من الاعتداءات والتنمر وسط اسرهم او الاذى الجسدي واللفظي بمدارسهم او تسخيرهم في اعمال لا تمت للطفولة بشيء لذلك يكتسب مثل هذا المؤتمر اهمية تبادل الخبرات والتشاور حول انجع السبل لمناهضة وصد تعنيف الاطفال وتقليل الاثار المدمرة نفسيا لهم والتي عادة ما تلازمهم لفترات طويلة من حياتهم إلا ما ندر. • ان مشاركة 16 دولة في هذا المؤتمر كشف ان العنف والاساءة للاطفال موجودان على المستوى العالمي كما بدولنا العربية وبحسب الثقافات والبيئات الاقتصادية والاصول العرقية وعادة ما يكون المرتكبون للعنف والاساءة ضمن المحيط الاول للطفل وممن يثق بهم الصغار لذلك ليس من السهل ان يتخطى الاطفال حاجز الصمت ويقفزوا لمرحلة التواصل وطلب المساندة ما لم تكن خطوط المساندة بالكفاءة العالية لتمنحهم الامان للبوح والشكوى.. وما اطلقت عليه المؤسسة القطرية "غرفة اللاعنف" فكرة ذكية وغير مسبوقة حتى في كثير من الدول التي تمتلك قدرات ولها باع طويل في مجال حماية الطفولة. • ان تعيين الدكتور خليفة الجابر ممثلا اقليميا لمنظمة تشايلد هيلب لاين انترناشونال الحاصلة على الصفة الاستشارية للمجلس الاقتصادي للامم المتحدة والتي ينضوي تحت لوائها 124 دولة، يضيف لقطر بعدا اقليميا وعالميا ويزيد من اعباء المؤسسة القطرية واعترافا رسميا بالشبكة العالمية للمساندة ويمثل حدثا مهما "لامان" لتلعب في عدة محاور اولها التوعية والتثقيف وسط اطفال المدارس والتدريب لمنتسبيها وايضا لتمديد اياديها بالخبرات وبما تمتلكه من قدرات وامكانيات لمن حولها من الشركاء في الدول الاخرى. • اذن المؤتمر التشاوري الرابع لخطوط مساندة الطفل قيمة مضافة لقطر ولصالح اطفال غير معنفين اصحاء اسوياء هم رصيد المستقبل ومهام اضافية لمؤسسة حماية المراة والطفل "أمان" التي استطاعت ان تخلق شراكات ذكية وفاعلة لمحيطها العربي والاقليمي. همسة: شكرا لكادر المؤسسة على ضبط الوقت وحسن ادارته ولتواجد القيادات طيلة فترة المؤتمر الذي استمر لثلاثة ايام.. ومبروك د. خليفة الجابر للمهمة السهلة الصعبة.