18 سبتمبر 2025
تسجيلشغل العالم العربي والإسلامي بالمرأة وحقوقها منذ منتصف تسعينات القرن الماضي لا حبا في حمايتها ومنحها الحقوق المدنية وإنما نكاية وإشغالا لهذه الأمة. يعلم أهل الاختصاص أن المرأة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لم تنل حقوقها المدنية إلا في الأربعينات من القرن الماضي بينما يسجل التاريخ للعالم العربي والإسلامي السبق في هذا المجال. لقد اشتغلت المرأة في عالمنا العربي بالتجارة والحكم وقيادة الجيش والقضاء والدفاع عن الوطن بكل الوسائل؛ بمعنى آخر لقد سبقت المرأة العربية ما عداها من نساء العالم في كل حقول الحياة، لكنها في عصرنا الحاضر استغلت لتحقيق أهداف ومآرب لدول الاستكبار العالمي للنيل من أمتنا العربية. في الغرب توجر بالمرأة وما انفكوا يتاجرون بها، فجسدها وسيلة إعلامية لكل منتج يراد ترويجه، وتوجر بها في أسواق (........) من أجل الربح والترويج السياحي، وتوجر بجسدها كأداة ترفيه عن الجيوش في ميادين الحروب والأزمات. إن ما تنشره وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية الشيء الكثير عن اضطهاد المرأة واستغلالها بطرائق غير مشروعة. إنني لا أبرئ عالمنا العربي والإسلامي من السلبيات ومن بعض التجاوزات اللاأخلاقية ضد المرأة العربية والمسلمة، لكن تلك التجاوزات والسلبيات تجاه المرأة العربية أقل بكثير مما تتعرض له المرأة في الدول التي تسمى بالدول المتقدمة فلا نريدهم وكتابهم وساستهم يملون علينا ثقافة أعرافنا وتقاليدنا وشريعتنا ترفضها. لا نريدهم باسم المرأة وحقوقها يبتزون قادتنا فنحن سبقناهم وما برحنا في المقدمة في هذا المجال، أي إعطاء المرأة حقوقها التي كفلها لها ديننا الحنيف. (2) لا جدال بأن دولة قطر منذ منتصف تسعينات القرن الماضي أحدثت ثورة اجتماعية على كل الصعد وأعطت المرأة دورا مميزا ومتقدما عن جوارها العربي. لقد استوزرت وأصبحت جنبا إلى جنب مع زملائها في مجلس الوزراء بلا تمييز، وأصبحت رائدة في مجال التعليم والصحة والأمن وكافة فروع الخدمة المدنية. من هنا نؤكد إيماننا بالقول المشهور "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق" وعلى ذلك، ولما كانت قطر سباقة في ميدان مساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات فإنني أدعوها أن تكون سباقة في إرساء سابقة في هذا الشرق تقوم على تكليف المرأة المتزوجة بنصف ساعات العمل في الدوائر والمؤسسات العامة والخاصة انطلاقا من مبدأ يقول إنها تقوم بعمل آخر في بناء المجتمع لا يقل عن العمل في دوائر الخدمة المدنية إن لم يكن الأهم. إنها تقوم بإعداد الجيل القادم من المهد حتى وصوله ميدان الإنتاج، إنها تقوم بتربية الطفل رجل المستقبل وسيدة المجتمع والإشراف على تعليمه وتهذيب خلقه.. إنها تدير خلية من أهم خلايا المجتمع، إنها تحافظ على البيت "ذكران وإناث" من سلوك سبل الباطل، إنها المضاد الحي لكل انحراف وسوء الخلق. إنني أدعو كل صاحب قرار في هذه الدولة الرائدة بقيادة سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله وآل بيته الكرام أن يولوا اقتراحي بتحديد ساعات عمل المرأة المتزوجة بنصف ساعات العمل الرسمية لأنها ستقوم بعمل آخر أكثر شقاء ولكي لا نترك طلائع الجيل القادم في أيد غريبة الوجه واليد واللسان والسلوك. إن عالم الحاسوب أصبح من ضرورات الحياة في الإدارة وتستطيع المرأة أن تؤدي الجزء الأكبر من وظيفتها في الخدمة المدنية من البيت عبر الحاسوب إذا كانت طبيعة الوظيفة تتطلب أعمال الحاسوب. آخر القول: أدعو كل صاحب رأي أن يشارك برأيه في هذه المسألة المهمة والله ولي التوفيق.