11 سبتمبر 2025

تسجيل

إبراهيم خلفان.. الكروي الخطاط

22 ديسمبر 2023

تعدد المواهب ظاهرة نادرة، وأن تجمع بين الخط العربي والتشكيل والحروفية ولعبة كرة القدم، الساحرة المستديرة، أمر يستحق الإشادة، هذا موضوع مقال اليوم، حيث يجمع لاعب كرة القدم السابق إبراهيم خلفان (ولد 1961)، بين هذه المواهب، فقد كان واحدًا من ألمع نجوم كرة القدم القطرية في ثمانينيات القرن العشرين، إذ لعب مهاجمًا لفريق النادي العربي القطري (1972-1989)، كما لعب لمنتخب قطر الوطني لكرة القدم منذ عام 1980، وله تاريخ كروي حافل مع المنتخب والنادي، واختير سفيرًا لملف نهائيات كأس العالم قطر 2022، ويعمل حاليًا محللًا رياضيًا كرويًا بقنوات «بي إن سبورتس»، ما يجعله بحق أسطورة كرة القدم القطرية. بدأت رحلته الكروية مع ناشئي النادي العربي، حيث أسهم مع الفريق في إحراز بطولة كأس سمو الأمير ثلاث مواسم متتالية، وأسهم مع منتخب قطر العسكري في إحراز المركز الثاني في بطولة كأس العالم العسكرية الثالثة بالدوحة سنة 1981، والمركز الثاني لمنتخب شباب قطر في بطولة كأس العالم الثالثة للشباب بأستراليا في عام 1981، وأسهم في إحراز المنتخب القطري للمركز الثاني في نهائيات كأسس الأمم الآسيوية للشباب في بانكوك عام 1981، وشارك في بطولة كأس الخليج العربي السادسة في أبو ظبي 1982، وأدى أداء مميزًا أشاد به المتابعون والعشاق. وبالإضافة لذلك هو فنان يعشق الموسيقى، ويجيد العزف على الأورج والأوكورديون، ويجيد الرسم التشكيلي والخط العربي، ومزج بينهما في لوحات الحروفية، وتتسم رسوماته بالواقعية، حيث يرصد البيئة الخليجية، والوجوه النابضة، والمعبرة عن الفعاليات والأنشطة المجتمعية الاقتصادية والعسكرية والتاريخية، وتميز في رسم البورتريه وفق المدرسة الفنية الواقعية التعبيرية، وذلك بإظهار الانطباعات الخاصة والتعبير عن سماتها المميزة، معبرًا عن المشاعر والعواطف، والانطباعات، والحالات الذهنية التي تثيرها الأشياء أو الأحداث أو الأشخاص في نفسه. وتوثق لوحاته التراث والعادات والتقاليد والتقاليد القطرية الأصيلة، وتعكس شجاعة المؤسس، الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، وصفاته، ومواقفه الجريئة، كما تتجسد فيها مكونات الهوية القطرية من العزة والشهامة والشجاعة، معبرًا عن ذلك بـالصقر، والخيل العربية الأصيلة، وكلاهما يعبر عن الشجاعة والقوة، والثبات على المبادئ، إذ تجمعهما صفات وشيم أصيلة يتصف بها القطريون، وهكذا يربط بينهما ربطًا جميلًا معبرًا ذا دلالة رمزية، كما يربط بين الفن والخط العربي وكرة القدم؛ باعتبارها لعبة رياضية، ويرى أنهما وجهان لعملة واحدة تجمع بينهما المهارة والإبداع والتألق، وأهله ذلك للفور بمسابقة القلايل للفن التشكيلي في عام 2014. وتتميز لوحته، التي رسمها في عام 2017، مازجًا فيها بين الخط العربي الديواني وفن البورتريه، بتجسيد الوحدة الوطنية لكل القطريين.