30 أكتوبر 2025

تسجيل

بشت "ميسي"

22 ديسمبر 2022

لماذا أثارت لحظة ارتداء ميسي البشت القطري، حفيظة الصحافة والإعلام الغربي؟ ترك المباراة وتنظيم البطولة والإنجاز القطري، ليركز على هذه اللحظة ويجعل منها «إفساد» لفوز الأرجنتين كما أشارت إحدى الصحف الانجليزية، وتخبط قطري عمل على تشويه البطولة في آخر يوم لها. كيف لامست هذه اللحظة الوجدان الأوروبي؟ في حين احتفى بها بقية العالم؟ ماذا يعني البشت في ثقافتنا؟ البشت يمثلُ أحد الرموز لحضارة عريقة يحمل في طياته كثيراً من المعاني السامية كجميع ثقافات العالم التي يصبح الزي الرسمي لها أحد رموزها الثقافية، الغرب يدرك أن إسقاط أي حضارة أو منعها من النهوض أو حتى احتقارها يبدأ أولاً بإسقاط رموزها، البشت، الجمل، اللبس العربي، كانوا مرتعاً للسخرية الغربية على مدى العقود، لكن الأمر الذي جعلهم في حيرة من أمرهم، هو توقيت استخدام هذه الرمزية الذي اعتبره ضربة معلم لسمو الأمير حفظة الله الذي جاء مع أو رافق إنجازاً كبيراً لم يكن يتخيل الغرب ولا إعلامه انه سيتم بمثل هذه الصورة المثلى والتنظيم الذي فاق كل تصوراتهم، ربط هذا الإنجاز برمز من رموز ثقافتنا العربية، هو ما جعلهم يتألمون إعلامياً. الغرب في وعيه اننا شعوب نمطية تنخر الهوية فيها حتى النخاع بحيث تبدو عائقًا أمام تطورها وتقدمها، في حين انه يعتمد الحرية أساسًا لنهضته وتقدمه، هذا المنظر افقده صوابه ليتخلى عن حريته التي يدعي فيها انه من حق الشعوب الأخرى ان تعبر عن شخصيتها وما تختاره لمصيرها وما يعبر عن ثقافتها ليطلق أبواق إعلامه مندداً بهذا التصرف حتى ان البعض منهم قال ان هذه اللحظة هي من أسوأ اللحظات التي شاهدها وأفسدت عليه هذا التجمع الرياضي العالمي، على الرغم من ان الغرب يدعي الحرية وان هويته تنبع من حريته إلا أن ارتداء ميسي البشت العربي، كشف عن أبعاد هويته المتجذرة عميقاً لتكشف هشاشة الحرية التي يتبجح بها ليصادر حرية الآخرين للتعبير عن حريتهم وثقافتهم، انه الوجه الآخر للغرب الذي يتعامل مع بقية الحضارات والشعوب بفوقية واستعلاء بينما حضارته الاستعمارية قامت أساساً على أكتاف بقية الشعوب حتى أن إنجازاته الكروية ليست سوى ثمرة من مواهب هذه الدول المستعمرة، «بشت ميسي» كشف نفاق الغرب وأن حريته الذي يتباهى بها هي في حقيقة الأمر لا تتجاوز حدود هويته العنصرية الضيقة.