بناء العادات

العادة هي كل نشاط أو سلوك يؤدى بصورة دورية مستمرة، وفي الغالب بشكل تلقائي. وهي التي تشكل حياتنا وطريقة تفكيرنا وأولوياتنا ومستقبلنا. والتغييرات التي تبدو بسيطة، ستتراكم، وتتحول إلى نتائج مذهلة بالاستمرار بها.أحد أصدقائي بدأ بقراءة صفحة واحدة من القرآن يومياً والتي تستغرق دقيقتين، ثم زادها حتى وصل لصفحة بعد كل صلاة، فكان يختم المصحف عدة مرات في السنة، ولا ينقطع عن المصحف لفترة طويلة كما يحدث مع الكثيرين، وأصبحت هذه العادة جزءاً أساسياً من يومه. صديق آخر بدأ بالقيام بتمارين رياضية لمدة ١٠ دقائق يومياً، ومع الاستمرار والزيادة، أصبح يشارك في سباقات الماراثون، مع أنه كان معروفاً في السابق بكرهه لأي نشاط بدني. وآخر قرر أن يبدأ بقراءة الكتب، مع أنه لم يقرأ أي كتاب في السابق، فبدأ بالقراءة في أوقات الانتظار، وتطور الأمر حتى أصبحت القراءة هي شغله الشاغل بشكل يومي. إذا أردت معرفة كيف ستكون حياتك بعد ١٠ أو ٢٠ سنة قادمة، فانظر إلى عاداتك اليوم، وليست الأمور التي تتمناها ولكنك تؤجلها، فالعادات اليومية تراكمية ولا تظهر نتائجها إلا بعد مدة. من أفضل كتب تغيير العادات هو كتاب «العادات الذرية» للكاتب جيمس كلير، والمقصود بالذرية هنا أن العادة هي شيء صغير جداً، ولكن له تأثير هائل على حياتك، تماماً كالقنبلة الذرية التي تتكون من جزيئات متناهية الصغر ولكن تأثيرها كبير جداً. ولعل أفضل مُعين لتغيير العادات هي تطبيقات الجوال التي تسمى Habit Builder (بناء العادات)، فمن خلالها تضع قائمة بالعادات التي تود أن تكتسبها -أو تتركها- لتذكرك بها، وتعطيك تقريراً عن أدائك الأسبوعي أو الشهري. وتذكر بأن العادة ليست فقط وسيلة للوصول لهدف، بل لتغيير نظام حياتك. @khalid606