10 أكتوبر 2025
تسجيلكانت طفلة طبيعية تلعب وتشارك أخواتها ألعابهن، وفجأة تصاب تلك الطفلة الجميلة ذات الشعر الناعم والابتسامة المشرقة بمرض الالتهاب السحائي الذي لم يكن هناك العلاج المناسب له في ذلك الوقت مما تسبب في تدمير جزء من الدماغ جعلها أصغر من سنها عقلياً مما أعاق تعليمها فأدرجت تحت مسمى (المعاقين) الذي تغير إلى (ذوي الاحتياجات الخاصة) لم نهملها ودخلت المدرسة الفكرية وتم تأهيلها وما زالت في المركز تمارس بعض الأعمال اليدوية، ولكن خلال كل ذلك أظهرت تلك الطفلة موهبة أذهلت من حولها، فقد أصبحت من أبطال قطر في رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة في الجري لمسافة ١٠٠ متر وفي الجلة، وشاركت في العديد من البطولات وأحرزت الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية. نعم إنها إحدى الطاقات المنطلقة من هذه الفئة التي قد يعتبرها البعض من الاستثناءات، ولكنها كما قالت سمو الشيخة موزا في مؤتمر الدوحة للإعاقة والتنمية الذي عقد هذا الشهر في الدوحة (إن الاستثناء الذي يحصل عليه هؤلاء الأشخاص ذوو الإعاقة يضر بهم أكثر مما ينفعهم وخاصة فيما يتعلق بالامتياز الذي يميل إلى الشفقة). كما أكدت سموها (ضرورة الاستثمار في الأشخاص من ذوي الإعاقة لتمكينهم من دورهم التنموي من خلال التوظيف الأمثل لهذه الفئة المهمشة وابتكار آليات لتشجيعهم على إظهار إبداعاتهم لأداء دورهم في تنمية مجتمعهم)، وهذا الاهتمام من جانب سمو الشيخة موزا ليس بجديد فهي من عملت بكل جهد من التسعينيات من أجل مساعدة هذه الفئة ودعمها وفتحت مجالا لتعليمها وتأهيلها من خلال مركز الشفلح ومركز النور للمكفوفين وتنظيم المؤتمرات والندوات من أجل دمجها في المجتمع كجزء مهم مشارك في التنمية. نعم إنها فئة قادرة على الإبداع والعطاء والتفكير السليم، ولقد تعرفت إليهم من خلال تطوعي في الجمعية القطرية للمعاقين ومن ثم اتحاد رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ومشاركتهم في بطولاتهم الداخلية والخارجية، وهذه الفئة ذات إحساس مرهف وإنساني وتتمنى العمل والمشاركة مع غيرهم من الناس في الكثير من العمل، ولابد من الاهتمام بهم وخاصة من جانب الأهل ودعمهم وعدم الخجل من وجودهم والتشجيع على تعليمهم وخروجهم للمجتمع، ولقد رأينا الكثير من نماذج هذه الفئة تشارك وتعمل وتبدع رغم ما تعانيه من إعاقة. وللأسف إن لدينا في المجتمع من هم أكثر إعاقة من هذه الفئة، إعاقة فكرية، إعاقة عقائدية، إعاقة اجتماعية وإعاقة مظهرية، والحمد لله على كل حال ونشكر على ما منحنا من نعمة العقل والفكر والعافية، ومن أعطاه الله فردا من هذه الفئة عليه مراعاة الله فيه فهو نعمة له لا تقدر بثمن، فالدولة لم تقصر في حق هؤلاء وتوفير كل احتياجاتهم في جميع المجالات فيجب استثمارهم بما يفيد المجتمع. [email protected]