23 سبتمبر 2025

تسجيل

المسلمون من الاضطهاد ..إلى التهجير

22 ديسمبر 2019

لعلّنا جميعا نتذكر الجيوش التي جندّها المعتصم من أجل استغاثة امرأة، ولا يغيب عنا جيوش المدينة التي جيشها الرسول صلى الله عليه وسلم ثأراً لامرأة مسلمة انتُهك عرضها من يهودي ، فعمورية فتحت بكلمة " وامعتصماه " وبلاد السند والهند ما فتحت إلّا استجابة لنداءات مسلمات يتامى صرخن" واحجاجاه " وعلى غرارها استجابة ابن أبي عامر لاستغاثة ثلاث نسوة مسلمات أسرن في كنيسة "فنادين وامعتمراه ". …. اليوم كالأمس المسلمون يضطهدون ويقتلون ويغتصبون ويؤسرون و... ولكن ! أين المعتصم !! وأين ابن أبي عامر!! وأين الحجاج ! أين من يلبّي نداء الله في كتابه : " ﴿ وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ﴾ [الأنفال: 72]. أين مَن يستمع إلى صراخ طفل مسلم رضيع إيغوري ينتزع من أحضان أبويه بقوة ووحشية، وإلى صراخ أطفال يئنون تحت أنقاض منازلهم التي هدمت بجرافات الصهاينة في فلسطين. وزبانية بشار في دير الزُّور ومعرة النعمان، ومن يستشعر الألم برؤية طفلة حاملة كتبها تبكي فقدان والديها وإخوتها تحت الأنقاض، من يستمع إلى صدى الأصوات في السجون الإسرائيلية والمصرية والسورية والعراقية وما يحدث فيها من اغتصابات جماعية وشنق وجلد وحرق وقتل ! ومن رأى التطهير العرقي الذي تعرض له شعب الروهينغا المسلم واضطهادهم من السلطة الحاكمة في ميانمار ، وجرائم الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها، ولا نذهب بعيدا، اليوم سمعنا عن استغاثات المسلمين في الهند وما يتعرضون له من وحشية همجية وعنف وضرب بالهراوات من الشرطة لقمع التظاهرات والاضطرابات القائمة ضد قانون الجنسية المعادية للإسلام الذي يمنح الجنسية لملايين من المهاجرين غير المسلمين والذي يعتبر جزءاً من برنامج رئيس الوزراء الهندوسي بهدف تهميش المسلمين في الهند، ولكن من يلبي استغاثتهم، ويستمع لندائهم !! ومن يتخذ موقفا صارما من الحكام العرب والمسلمين بالمقاطعة والتنديد والتجريم ..ناهيك عن الآلاف من المسلين الذين يعيشون تحت خط الفقر، في مختلف الدول الآسيوية والإفريقية والعربية، والآلاف ممن يطوقهم الجوع والمرض والجهل نتيجة الحروب العرقية والدينية القائمة ونتيجة فساد حكوماتهم، فهل هناك معتصم يستشعر استغاثاتهم، ويجند جيوشه لإغاثتهم ويستشعر الحميّة والنخوة الدينية والمسؤولية الإنسانية، وهل هناك من يدرك أن كل ما يحدث في الدول الإسلامية وللمسلمين من اضطرابات ونزاعات وفتن ونشر المفاسد والمنكرات وانسلاخ عن القيم والأخلاق هو حرب على الإسلام والمسلمين، ويحدث كل هذا في ظل اجتياح موجة من الشعبويين في مختلف دول العالم . والطامة الكبرى التي نحن فيها الآن حين يحارب الإسلام من المسلمين الذي يرفعون شعار " نحن خير أمة أخرجت للناس ". ولكن أين هذه الأمة في أجندة بعض الأنظمة العربية والإسلامية المتآمرين مع العدو ومع المشركين والكفار ضد إخوانهم المسلمين والشواهد كثيرة لا تغيب عنا، لعلنا نتذكر العلاقات العربية والإسلامية الحميمة مع الصهيونية في فلسطين، ونتذكر التدخلات العربية والإسلامية في الشام والعراق وليبيا واليمن، ونتذكر السجون والمعتقلات العربية التي زج بها رجال الدين والثقافة، وقتلهم بدم بارد في غياب ميزان الحق والعدالة، نتذكر العقلية الحاكمة العقيمة التي تبني مصالحها وتثبت حكمها على دماء شعوبها . لعل غياب الهيئات الإقليمية والدولية عن ما يجري من اضطهاد للمسلمين في مختلف بقاع العالم ساعد على المزيد من الإجراءات العنصرية ضد المسلمين، الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمؤسسات الحقوقية، حتى الأمم المتحدة تبدو جميعها عاجزة عن فعل شيء باستثناء إصدار القرارات والبيانات التي لا تجد طريقها إلى التطبيق على الواقع مما يؤكد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حين قَال: "يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ". ‏[email protected]