13 سبتمبر 2025
تسجيلعروس ديسمبر «دوحة الخير والعطاء» بهذه المناسبة الغالية والمهمة لكل مواطن ومقيم على أرضها على حد سواء، فضلت أن أعود بكم إلى عبق الماضي إحياء لذكرى الآباء والأجداد والعادات والتقاليد التي طواها الزمن بتطوراته المتلاحقة. حيث كان الغوص لصيد اللؤلؤ من أقدم وأهم المهن حينئذاك، فكان طاقم سفينة الغوص يتكون من النوخذة -قبطان السفينة-،المقدمة، السكوني، النهام وانتهاء بالطواش -تاجر اللؤلؤ-، وكانت تتميز أدوات الصيد التي يستخدمها الغواص في رحلته بالبساطة، ومن ذلك الديين وهو إناء مصنوع من خيوط متشابكة يعلقه الغواص في رقبته ليجمع المحار والأصداف فيه وكذلك المشبك الذي يضعه الغواص على أنفه ليمنع دخول الماء إليه وهو ما يسمي الفطام ورغم كل هذه المشاق إلا أنهم تحلوا بالصبر في سبيل حياة كريمة. وبالانتقال للألعاب الشعبية القديمة والتي استبدلها النشء الحالي بالألعاب الالكترونية ليفتقدوا شعور تجمع الأصدقاء ومرحهم معا ومن ذلك لعبة طاق طاق طاقية حيث كان يجلس الأطفال على شكل دائرة على الأرض ويقوم أحدهم بوضع الطاقية خلف ظهر صديقه ثم يركض محاولا الجلوس قبل ان يمسكه اللاعب الآخر. وعلى مستوى المتاحف كان قديما يعد متحف قطر الوطني هو الأبرز وقتها حيث كان يضم الكثير من المقتنيات الأثرية التي تحكى حكاية وطن وتاريخ الأجداد وأساليب المعيشة. وبالعودة لذكريات الأعياد ستجد أن حديقة الحيوان كان تكتظ بالزوار لتكون هي نزهة الأسرة وتجمعها البهيج وكذلك الفعاليات المتنوعة في الحدائق العامة وعلى العشب الأخضر والتي كان يقضي بها الأطفال أسعد أوقاتهم. وإكمالا للمسة الوفاء، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر بعضًا من أبرز الشخصيات القطرية التي أرسوا المبادئ والقيم الصحيحة على مختلف الأصعدة، وانطلاقا من شعار اليوم الوطني لهذا العام (فيا طالما قد زيّنتها أفعالنا) فإنها مأخوذة من أبيات شعرية للمؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني رحمه الله، فقد عرف عنه قوة إيمانه بالله، فكان يهب لنصرة المظلوم وتفريج الكربات وبناء المساجد واستضافة العلماء، وكذلك أول معلمة قطرية ورائدة التعليم النسائي المعلمة آمنة الجيدة رحمها الله فيرجع الفضل لها في إنشاء أول مدرسة نظامية للفتيات تحت إدارتها، ونذكر أيضا الشيخ عبد الله بن إبراهيم الأنصاري رحمه الله الذي كان صاحب فكرة التقويم القطري، ولا يغيب عنا الاعلامي على حسن الجابر رحمه الله الذي يعد أول صحفي قتل منذ بدء الانتفاضة الليبية أثناء تأديته لعمله، وكذلك الإعلامي محمد اللنجاوي رحمه الله والذي حفرت صورته وابتسامته في أذهان الأطفال ليلقبوه بـ (بابا لنجا). همسة: قطر الحبيبة تستحق منا أن نكون سفراء لها داخليا وخارجيا من خلال ترجمة معاملاتنا مع الآخرين، وأن نتسلح بالعلم والمعرفة وأن نهتم بالتدريب والتطوير، وأن نعمل معا على تحقيق رؤيتها وإستراتيجيتها المستقبلية التنموية ليظل اسمها هو الأبرز في المحافل الدولية شاهدا على انجازاتها وتقدمها المستمر. ختاما: شعب قطر الحبيبة أبشروا بالخير والعز والكرامة، فقطر هي درب الساعي للأمان.