17 سبتمبر 2025
تسجيلرابطة الأمومة من أسمى العلاقات الإنسانية فلا مصالح تحكمها، فهي غريزة من المشاعر والأحاسيس الداخلية المنعكسة على الأفعال والتصرفات فهي هبة ربانية يغرسها الله بقلب الأنثى وقد تمتد للعطاء لمن ليسوا من صلبها، لكن بعض الأمهات يسلك طريق أن تعيش لأبنائها لا أن تعيش مع أبنائها، هناك فرق كبير بين المصطلحين، كالأم التي تدفع أبناءها للمذاكرة بغرفتهم، تختلف عن التي تذاكر مع أبنائها بحيث تدرسهم المادة فتسألهم فيجيبون ثم يتبادلون الأدوار فيسألونها فتجيبهم هي الأخرى، الأم التي تعد الغداء لأبنائها دون أن تتناوله معهم تختلف عن التي تشاركهم الطعام والحديث أثناءه، الأم التي تترك أبناءها أغلب أوقاتهم أمام التلفاز بينما هي منشغلة عنهم تختلف عن التي تجلس وسط أبنائها وتشاركهم مشاهدة التلفاز، الأم التي يمازحها أبناؤها فتعتبر ذلك من الحماقات تختلف عمن تمازح أبناءها فتكسر حاجز التعقل بينهم، الأم التي تجد ابنتها تمارس هوايتها كالرسم أو الخياطة فتتركها وحدها تمارس نشاطها تختلف عن التي ترسم مع ابنتها وتخيط معها القماش فتكونان قد جمعتا بين التعلم والخطأ والمرح، الأم التي لا تعرف أصدقاء ابنها سوى بالاسم فقط تختلف عن التي تعرفهم جميعا كأنها أمهم، الأم التي تجد ابنتها تهوى القراءة لكنها لعدم تفضيلها للقراءة فلا تعرف عناوين كتابها تختلف عن التي تشارك ابنتها النقاش فيما قرأت واستفادت، الأم التي تترك ابنتها تقضي وقتها وحدها في النادي الرياضي تختلف عن الأم التي تفاجئ ابنتها بتواجدها وتشجيعها لها، الأم التي تنتظر بالبيت نتيجة مسابقة يشارك فيها ابنها تختلف عن التي تتواجد ضمن الجمهور الحاضر للمسابقة، الأم التي لا تهتم بقراءة خواطر ابنتها لأنها مجرد كلمات تنفس بها عن نفسها، تختلف عن التي تقرؤها وتعيش مشاعرها وتهتم بكتاباتها، الأم التي تعد المشروبات الساخنة لابنتها المريضة ثم تطمئن عليها حتى تنام لتذهب لغرفتها تختلف عن التي تنام وابنتها بحضنها، الأم التي تجهل ما ينشره أبناؤها على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي لاعتقادها بعدم أهمية تلك المواقع التي تشغلهم، تختلف عن التي تشاركهم بالتعليق على منشوراتهم فهي أهم من بقائمة أصدقائهم. ليست الأمومة بالأمر والنهي والغضب ورفع الصوت والتهديد بالعقاب والحرمان، أو الضرب بأقرب ما بيدها، إن لم يكن التقليل من شأنهم أمام الآخرين وإظهار العذاب الذي تعيشه بتربيتهم، امتداداً لخوف الأبناء من مصارحتها بمشاكلهم واللجوء لمن خارج المنزل اتقاء غضبها. أمور بسيطة بالحياة اليومية لو عدلت الأم تعاملها معها لتحولت من كونها شمعة تحترق من أجل سعادة الآخرين لكونها أما وصديقة وأختا لكل أفراد أسرتها، فليس الأمر بالتضحية فقط بل بالمشاركة الاجتماعية والوجدانية والنفسية، فكثير من الأبناء يجهل اهتمامات وهوايات والدتهم للحاجز الذي صنعته الأم بينهم. لكل أم: لا تعيشي بعالم المطبخ والتنظيف والترتيب وتنعزلي عن عالمك الأجمل والأحق برعايتك أبناؤك، لا تختاري دور المديرة التي تقود مدرستها، بل أقيمي بينك وبين ابنتك حياة مشتركة فتستشيرك وتستشيريها، كوني بجوار ابنك فلا يلجأ إلا لكِ ولا تعتمدي إلا عليه، الخط الأحمر بينك وبين أبنائك هو احترامهم وتقديرهم لك.