15 سبتمبر 2025

تسجيل

وقاية غذائية

02 مارس 2019

لم تترك شريعتنا الغراء شيئا إلا وأشارت إليه، ويأتي العلم الحديث مؤكدا ما جاءت به الأحاديث النبوية الشريفة وتماشيا مع الإعجاز العلمي والتوافق بين الشرع والطب، من هنا ستكون كلماتي القادمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)، وفي شرح أحد العلماء للحديث قال: ( أي إن كان لا بد من التجاوز عما ذكر فلتكن أثلاثا (فثلث) يجعله (لطعامه) أي مأكوله (وثلث) يجعله (لشرابه) أي مشروبه (وثلث) يدعه (لنفسه) بفتح الفاء، أي يبقى من ملئه قدر الثلث ليتمكن من التنفس، ويحصل له نوع من صفاء ورقة وهذا غاية ما اختير للأكل). في عصرنا الحالي تجد الأغلبية، لا تفيق من غيبوبة زيادة الوزن وما يصاحبه من أمراض إلا عندما تضيق الملابس عليه، أو يجبره مرضه على اللجوء للرجيم، أو في أسوء الحالات فقدان الثقة بالنفس والتواري عن المجتمع، هذا بخلاف من يشعر بتأنيب الضمير عندما يختل مؤشر الميزان. النصائح القادمة هي لمختصين في مجال التغذية لتفادي حدوث مشاكل الخلل بالوزن: الفطور: وهي من أهم الوجبات في اليوم لأنها تمدك بالطاقة اللازمة للقيام بواجباتك اليومية وتحسن المزاج، مع أهميتها في زيادة معدل الأيض المهم لمن يرغب بفقدان الوزن، وتشير الدراسات إلى أن المعتادين على بدء يومهم بالإفطار، هم الأكثر يقظة وتركيزا وتمتعا بذاكرة وحالة مزاجية أفضل، وانسب وقت لتناوله من 7 إلى 8 صباحا. وجبة العشاء: والتي يفضل أن تحتوي على مكونات سريعة الهضم كالجبنة البيضاء، اللبنة، الزبادي، طبق السلطة، والوقت الأفضل لها هو ما قبل الساعة السابعة أو الثامنة مساءً كحد أقصى، ولا يصح سلوك التسلل للثلاجة لتلبية جوع المعدة بعد منتصف الليل. الماء: لا يجهل شخص فوائده غير المحدودة، ومع هذا تجد الكثيرين لا يحرصون على شربه بينما تحتل موائدهم المشروبات الغازية، فالماء يزيد من طاقة الجسم، ويحسن عمل الجهاز الهضمي، ويزيد البشرة نظارة وإشراقاً، الخ... السمن والزيوت: فهم من الدهون التي يؤدي الإفراط في استخدامها بالطهي إلى زيادة الوزن، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وكذلك الإصابة بأمراض القلب، فلو كان مذاق الطعام طيبا بها لوجبة فإن أثر المرض لسنوات هو الأطول، فأيهم ستختار؟! عدم الحركة: مع إدمان التكنولوجيا الحديثة أصبح الشخص أسيرا لها، بحيث يسرقه الوقت ويمضي بعجلة دون أن يشعر بعدد الساعات التي ظل فيها بلا نشاط بدني يذكر، وفي دراسة حديثة أثبتت أن الجلوس لأكثر من 8 ساعات يوميا يؤدي لضعف وظائف الجسم أو الإصابة بالسكري، هذا بالإضافة لضعف حرق الدهون بالجسم. كلنا معرضون أن يتغير نظامنا الغذائي بسبب ضغوطات الحياة، ولكن من الخطأ أن ينقلب غذائك الصحي رأسا على عقب بحيث تستسلم لفكرة الإفراط في الطعام واللجوء للرجيم عند الحاجة الضرورية أو لحضور مناسبة ما، لو غيرت التفكير لتغير السلوك، فليكن الغذاء الصحي هو نظام حياتك المتكامل، بالضبط كنظام مواعيدك وعملك وإجازتك، بل هو أهم لأنه أساس صحتك التي ستدوم معك بمشوار حياتك.