14 سبتمبر 2025

تسجيل

ما بين مهرجان الكويت المسرحي والشباب القطري

22 ديسمبر 2013

عدت للتو من الكويت بعد أن حضرت جانبا من فعاليات مهرجان الكويت المسرحي والذي اختتم يوم الجمعة الماضي بدعوة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مشكورين على الدعوة، والتي أتاحت لي الفرصة للتعرف على تجارب مسرحية طليعية ومتفردة، كيف ﻻ والكويت رائدة المسرح في الخليج وهي الدولة الوحيدة في الخليج التي تمتلك معهدا للفنون المسرحية خدم المنطقة كلها قبل أن يخدم الكويت وفنها المسرحي، ومن هنا فإن تلك الأعمال التي قدمت فيه الجميل خليط بين الجيل القديم والجديد من الطاقات الشابة والتي أصبحت لها مكانة في الساحة المسرحية، ولكن الجميل أن مجملهم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية تأليفا وإخراجا وتمثيلا، ومن مقومات العمل المسرحي، وﻻشك أن مثل هذه التجارب الفنية نحن بحاجة لها اليوم على اعتبار أن العرض المسرحي الطليعي تراجع وبرز ما نطلق عليه اليوم المسرح التجاري وإن كان في المجمل تراجع العرض المسرحي ولم يعد هناك إقبال عليه من الجمهور ولم يعد يرغب في الذهاب إلى المسرح كطقس فني يعد له، ومن هنا فإن استمرار مهرجان الكويت المسرحي في دورته الرابعة عشرة لهو دليل على حرص المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بقيادة معالي الشيخ سلمان الحمود رئيس المجلس وسعادة المهندس علي حسين الأمين العام والأستاذ محمد صالح العسعوسي الأمين العام المساعد لقطاع المسرح بالمجلس، فذلك الحرص على استمرار المهرجان وتطويره بدعوة ضيوف من خارج الكويت وعقد ندوة تطبيقية وفكرية كلها تهدف إلى إفادة الفنان المسرحي بالكويت. ولعل النضج الفني أصبح واضحا، بحيث لم نجد أي اعتراض على النتائج وتقبلها بصدر رحب دون اعتراض، بل كان حفل الختام سادته الحميمية والأخوية بتبادل التهنئة بين الجميع، وﻻشك أن ذلك يأتي بجهود الإخوة القائمين عليه بداية من الفنان صالح الحمر مدير المهرجان والأستاذ جابر ظافر العنزي وحمد العسعوسي وعبد الكريم الهاجري، وكل من عمل فيه، فطوال تواجدنا لم يفارقونا أبداً ليل نهار لخدمة ضيوف المهرجان، هذه الروح كيف ﻻ يحالفها النجاح، فشكرا لكم على جهودكم في إنجاح الدورة وأعرف حرصكم على التطوير للمهرجان وأن ملاحظات لجنة التحكيم سوف تأخذ بعين اﻻعتبار لديكم. في ذات الوقت سوف يبدأ اليوم مهرجان الشباب الرابع وهو أكثر تطورا عما كان عليه في الماضي من تهميش وارتجال، وﻻشك أن جهود السيد عبد الرحمن الهاجري مدير إدارة الشباب والسيد ناصر الجابري والسيد غانم آل ذياب وكل من يعمل بالإدارة، وﻻشك أن تشكيل لجنة للمشاهدة واختصار العروض على العروض التي تم اختيارها لهو أمر طيب لكي تكون لدينا نحن الجمهور فرصة المشاهدة لعروض مسرحية مكتملة العناصر المسرحية وأن تقبل الجميع لقرارات اللجنة لهو أمر طيب يعبر عن رقي الفنانين المشتغلين بفن المسرح الشبابي، وإن كانوا نجوما كبارا لكنهم أحبوا المسرح فأحبهم، وأن طوال هذا الأسبوع سوف نستمتع بمشاهدة تجارب مسرحية للشباب، وإن كانت سنة الحياة أن يكون هناك فائز وخاسر في النهاية. لكن يجب عليهم أن يتقبلوا قرار لجنة التحكيم بصدر رحب دون أي تكسير للمجاديف، كما نقول، وعلى من لم يفز أن يدرس الملاحظات التي تقال له في الندوة التطبيقية مهما كانت الآراء قاسية من بعض النقاد، لكن في نهاية الأمر ما يجمعنا بكم هو حب المسرح ولوﻻ هذا الحب لما تجشمنا مشقة الحضور إلى خشبة المسرح وشاهدنا تجاربكم المسرحية. إن حرص سعادة وزير الثقافة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري على دعم الشباب وتسخير كل الإمكانات لتطوير المسرح الشبابي، ولعل من يتذكر كلمة سعادته في الدورة الماضية سوف يعرف مدى الرغبة لدى الوزارة لتطوير المسرح الشبابي وما هذا الدعم المالي السخي، والذي فاق كل التوقعات اليوم وهو يتماشى مع ما تدعم به الوزارة المسرح العام، ومن هنا فإنه عليهم أن يبيضوا الوجه أمام راعي الحفل والذي يحرص على التواجد في الحفل من البداية للنهاية، والدعم والتشجيع دائما ما نراه منه.