10 أكتوبر 2025
تسجيلبذرة صغيرة وسط الطين، قد تساقطت عليها الأمطار، أو سُقيت من الماء بصورة مستمرة. كلما زاد الاهتمام بها زاد نموها، تتحرك جذور النبتة من أعماق الأرض بعد أن تشبعت من السقيا.. بسبب أن هناك انساناً مد يده لرعايتها، إنه العطاء، صدقة تُطفئ غضب الرب، وتحفظك من كل شر. وتزيد من رزقك وبركة يومك. طفل لم يجد له مأوى فقطّع جسده البرد القارس... طفلة صغيرة تحاول تدفئة رجليها تحت مكائن احدى السيارات... البرد لا يرحم! ولكن دورة الحياة تتحرك باستمرار دون توقف. فيعود عليك فعلك للخير. وأنت تجلس وسط أطفالك على مائدة الطعام... فقط تأمل وجوههم. وتذكر من لا مأوى له ووجوه الأطفال الباكية المبكية.. سقفا يؤويك.. وسماء تُغطي الفقراء. تلتحف أفخر الأفرشة. وهم يلتحفون ثرى الأرض. الأمان تعيشه. وهم يعيشون وسط الدمار.. جفنك تغلقه وسط هدوء الليل. والأطفال الصغار هناك ينامون على صوت الدبابات. متسائلين هل سيفيقون في الصباح الباكر أم أن أرواحهم ستمضي إلى مكان آخر. بعيداً عن هذه الدنيا وتعقيداتها. الأمان لا يُقدّر بثمن. فقط احمد الله تعالى، وأجزل يدك بالعطاء فقد ترسم ابتسامة على وجوه الثكالى هناك. إنه العطاء عندما تُدافع عن المظلوم بقولك كلمة حق. عندما تقف أمام الظالم وتنهاه عن فعل. عندما تُدحض الظلم. وتُدافع عن حقوق الآخرين. هذا هو العطاء. لسانك. قلمك. ويدك التي تسعى لمدها بصدقة في ميزان حسناتك. لا تعلم أياً من تلك الأعمال ستُدخلك الجنة. الليل... لا ترى فيه سوى النجوم. وقد غطّى الهدوء تلك الأجواء. في هذه الأثناء يمكنك أن تهدي أحدهم دعوة ترسلها إلى السماء... والناس نيام. فالله عز وجل تُنير السماء بنزوله في الثلث الأخير من الليل. دعوة في سجودك. تُهديها لأحدهم...سواء مظلوم... مكسور.. مجروح...مهموم هذا هو العطاء. سبحان من جعل الابتسامة صدقة. ابتسامتك. وكلمتك الطيبة قد تُجبر كسر أحدهم أو تُغيّر نفسية آخر... فقط بالابتسامة والكلمة الطيبة. وكل ذلك عطاء وأنت مأجور عليه فأجزل به. نقطة فاصلة: هناك ضجيج في أنفسنا... مزعج بطريقة لا تُوصف... لا يكاد يهدأ.... نتردد في كثير من الأحيان بسببه... ونكاد نعجز عن اتخاذ القرار الصائب... لذا نحتاج إلى الهدوء قليلاً والاختلاء بالنفس بعيداً عن ضوضاء الحياة...