20 سبتمبر 2025

تسجيل

ولى زمان القول يا عرب!

22 نوفمبر 2023

نصرة المظلومين وإغاثة المستضعفين أيا كانت جنسيتهم وديانتهم، من واجبات النخوة والمروءة، فضلا عن الدين، فكيف الحال بنا والمظلومون إخوتنا في الدين والدم، وهم يتعرضون لعدوان غاشم، وإجرام لئيم، ولقد سئمنا الحديث عما يعانونه من صنوف القتل والدمار والإبادة، واكتفى كثيرون منا بتناقل صور قتلى وجثث الأطفال والنساء وصارت مادة للتنافس بينهم في نقل أكثر الصور والمشاهد بشاعة ودموية، فهل وصل بنا الحال إلى الاكتفاء بمجرد الحديث عن حجم معاناتهم، وتقرير واقعهم مما تلفظه وسائل إعلامنا بين مستنكر أو محتف بتقديم مادة إعلامية مثيرة، فأي ذل وصلتم إليه يا عرب يوم تخليتم عن مصدر عزكم ومفتاح نصركم في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه عليه السلام؟!. ما زلنا نرى ونسمع صرخات الأطفال وأنات الثكالى تحت قصف الطائرات وراجمات الصواريخ وقذائف المدفعية، فما يلبث بعضنا لحظات حتى يدير جهاز ناقل القنوات باحثا عن ترفيه أو تسلية يكرس بهما حالة الانفصام عن واقع أمتنا وما تعانيه من مآس ونكبات، فأين نصنف أنفسنا ونحن نحفظ ونردد حديث النبي صلى الله عليه وسلم (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره) وتوصيته لنا بالتراحم والتضامن ونجدة الملهوفين، وأن من يخذلهم فليس منهم في دين أو عرق أو عقيدة، وتبا للمتشدقين المشككين اللامزين الهامزين الذين حولوا أنفسهم مسوخا ينشرون النفاق والتخذيل والتسويق لادعاءات العدو الباطلة. وأي خذلان وعار ترتضونه لأنفسكم أيها الساسة الزعماء وأي إحساس ينتابكم حين تهادنون المعتدين على إخوتنا المحاصرين المستضعفين في غزة وفلسطين، وكيف تطلبون وساطة من أعان وشجع الصهاينة وأمدهم بالمال والسلاح ؟ فواعجبا تفنده العقول! ولن نطالبكم بتحريك جيوشكم الجرارة لمناصرة إخوتنا في غزة الصمود والإباء رغم أن هذا واجب مقدس، ولكن فقط اتركوا الشعوب تعبر بصدق وفعالية عن تضامنها معهم بكل وسيلة ممكنة وسوف والله ترون عجبا. فقد ولى زمان الأقوال وحان وقت الأفعال؛ ولابد أن تصيب الظالمين دعوات المظلومين وحينها لا ينفع الندم، وسوف يبقى المجاهدون الأحرار رمز عزتنا وكرامتنا على مر الأزمان وإن النصر حليفهم بإذن الله.