13 سبتمبر 2025
تسجيلفيروز أكبر من لبنان.. فيروز تحتفل ببلوغها 86 عامًا، ولبنان يحتفل باستقلاله الـ78. فيروز أكبر من لبنان بنهجها الصامت المدويّ، الذي يعانق الأحباء، ويواسي البؤساء، ويخفف وحشة الغرباء، ويُعين المتعبين على مواصلة رحلتهم في هذه الحياة. فيروز أكبر من لبنان بأخلاقها التي ترّفعت فيها عن السقوط في وحل النزاعات والخلافات. فيروز أكبر من لبنان، بانحيازها إلى وطنها لبنان وحده بوجه الأعداء. فيروز أكبر من لبنان، لأنها تمنح كلّ مغترب لبنانيّ وعربيّ خيطًا ذهبيًا منسوجًا من أشعة الشمس صباح كلّ يوم لتنتشلهم من حنينهم إلى لبنان.. قالوا يومًا: "ما حدا أكبر بلده".. بلى هؤلاء أكبر من بلدهم وأوطانهم.. العظماء يبنون الأوطان. في ذكرى ميلادها لا يسعني إلّا التضرّع والدعاء إلى الله عزّ وجلّ ليحفظ لنا أيقونة لبنان لأنها النبض الوحيد الذي ما زال باقيًا في عروق لبنان. العروق تنبض مع بدء العدّ التنازلي لبطولة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™️، هذه الدولة العربية ذات المساحة الصغيرة، تمكّنت من انتزاع حقّ العرب في المنافسة من الندّ إلى الندّ على الساحة الدولية. بطولة تاريخية تُبرهن أنّ الشرق الأوسط ليس مسرحًا للنزاعات والحروب، بل محبًا للسلام، والفرحة، والانفتاح على الثقافات. مع إطلاق صافرة البداية وحتى النهاية، لقد تمكّنا من وضع الكرة في ملاعبنا. كرة النار قد تكبر وتتدحرج بعد قرار الحكومة البريطانية حظر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وتصنيفها على أنها منظمة إرهابية. استغرب من "استغراب" الفلسطينيين في فلسطين وفي الخارج، واندهش من اندهاش الشعوب العربية من هذه الخطوة، حيث تحاول الفضائيات العربية المناضلة "إلصاق" هذا القرار بشخصية واحدة، على أنها متخذة القرار، وكأن أحد أعضاء السلطة التنفيذية وخصوصًا في دولة مثل بريطانيا، قادر على التصرّف وفق ميوله السياسية بعيدًا عن تأييد حزبه، وقوى الضغط، وغيرها من العوامل المؤثرة. أعزائي الفضائيات العربية، بدلًا من التركيز على ما اقترفته شخصية سياسية بريطانية، ركزّوا على "المناضلين" المُجنسين الذين يعيشون في كنف "بلفور" منذ الأزل وما زالوا يتفاجؤون! نتفاجأ يوميًا بارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 حول العالم مع الحديث عن موجة رابعة في أوروبا والشرق الأوسط، ودخول عدد من المطعمين إلى المستشفيات، ودعوات الجهات الصحية لتلقّي الجرعة الثالثة من التطعيم، ومناشدة منظمة الصحة العالمية المستمرة للمساواة في توزيع اللقاح، حيث يتسنى لعدد قليل من الناس أخذ جرعة ثالثة، فيما يُعاني المحرومون من تلقي الجرعة الأولى وسط إعلان الشركات العالمية عن انجازاتها بابتكار الحبوب المداوية.. أصبح الفيروس سهمًا في بورصة الحياة يتحكم بمصير الشعوب. مصيرنا مرهون بقدرتنا في المنطقة العربية على إنتاج البحوث العلمية أو المشاركة بها في مرحلة ستكون فيها البحوث الطبية البيولوجية ركيزة أساسية للبقاء، وهذا ما دفع بالهيئة الفدرالية الروسية لحماية المستهلك توقيع اتفاقات مع إسرائيل لتشكيل مجموعة عمل مشتركة للتصدي لكوفيد-19، عبر تعاون مشترك في تحليل البيانات، ومناقشة قضايا التعاون في مجال الوقاية من الأمراض المعدية، فهل من تعاون عربي مشترك على نطاق واسع ومتقدّم في هذا المجال، أم أنّ الجهات المؤسساتية التكاملية العربية مشغولة بإلقاء القبض على "المغردين"؟ المغردون انشغلوا بـ"اليوم العالمي للرجل" الذي تزامن مع دخول كاميلا هاريس التاريخ كأول امرأة تحصل على السلطات الرئاسية الأمريكية وذلك بعد وضع الرئيس الأمريكي بايدن لدقائق تحت التخدير لإجراء تنظير قولون روتيني. هنيئًا لكِ يا أمريكا بهذا الدستور.. فأغلب شعوب المنطقة تعيش على حبوب الأعصاب والمهدئات والمخدرات، والقولون العصبي اصبح نمط الحياة، رؤساؤنا بشّرونا بـ"جهنّم"، ورغم ذلك التشكيك بصحة الرؤساء وأهليتهم في بلادنا جريمة. السكوت عن العلاقة الوطيدة بين المؤسسات الحكومية والمؤثرين جريمة اجتماعية، فترويج البرامج الحكومية وخطط التطوير يتطلب استخدام أدوات إعلامية وإيصال الرسائل تتطلب العصرنة، ولكن كيف لنا أن نثق في خطط وطنية يروّجها "بائعو" المنتجات لمن يدفع أكثر على المنصة نفسها؟