10 سبتمبر 2025
تسجيلهل يُشيطَن المتشيطن من الأساس؟! وهل يُتهم المتهم أصلاً؟! ربما يكون هذا حال الإمارات، التي ترى كل ما هو خارج خطوط الطول والعرض لها هو موجه ضد حسن أخلاقها، الذي تتميز به وعالم المثالية الذي تعيش فيه، وإنها – يا عيني – محسودة، ولا شك هناك من يحقد عليها ولا يتمنى لها الخير بعكسها التي تكاد تغرق في محيط من الورع والتقوى والتقدم والتطور والنزاهة والجمال. ولذا فإن كل من يحقق هدفاً ويركل هالة الكذب والغش التي تحاول إقناع العالم بأنها في منأى عنها ما هو إلا حسود يحاول أن يشيطنها ويتهمها بما ليس فيها، كما ادعى مستشار ولي عهد أبوظبي عبدالخالق عبدالله، الذي غرد في حسابه في تويتر أن الإمارات التي قال عنها إن كل ذنبها أنها تحمل لواء الاعتدال والاستقرار والتصدي للإرهاب وقوى التطرف والفوضى والغلو، وتسعى لإنجاز المشروع النهضوي العربي على أرضها بعد عجز الدول الأخرى عن تحقيقه خلال الـ 100 سنة الأخيرة، ولكن القافلة تسير والكلاب تنبح سوف تتصدى لكل هذه المحاولات التي تحاول (شيطنتها)، وضرب ثوابت الحرية والعدالة والديمقراطية التي يتمتع بها شعبها. واتهم عبدالخالق الذي لا أعرف إن كان يدعو الله عقب كل صلاة أن يحسن خاتمته ويعينه على اتباع الحق وقول الصدق والخروج من ملة المنافقين الكاذبين الطبالين، قطر وتركيا – كالعادة – بأنهما تحاولان منذ بدء الأزمة الخليجية ضد الدوحة وتحالفهما العسكري والسياسي والاقتصادي استهداف أبوظبي (المثالية)، ونسي هذا البروفيسور الهرم الذي تحول ذاكرته بحكم عمره الكبير من أن ينظر جيدا لما باتت عليه بلاده من دولة كان يراها الخليجيون وهم الأقرب إقليمياً ومجتمعياً لها محببة وذات ريادة في التطور العمراني والسياحي إلى دولة بات كل همها أن تقوض أمن المجتمعات الخليجية والعربية والإسلامية وتقيم لوبيات مناهضة لكل ما هو إسلامي في أمريكا وأوروبا وتقيم مراكز وملحقيات لضرب الإسلام في محاربتها الدؤوبة لما تسميه الإسلام السياسي والوقوف مع الحكومات التي تغذي مفهوم (إسلامو فوبيا). كما تسهم مساهمة حثيثة في تشجيع الانفصالات التي تزعزع استقرار البلاد الواحدة مثل أثيوبيا والعراق واليمن والمغرب ولبنان وسوريا وكثير من الدول كانت اليد الإماراتية الشيطانية تلعب بأوتار استقرارها، فنجحت في بعضها، بينما تعاني الأخرى من بقايا آثار هذا التدخل الذي لم يخرج عن إطار أبوظبي وولي عهدها المخرب محمد بن زايد الذي فتح بلاده لكل هارب وسارق وفاسد من أذناب حكومات سقطت على يد الشعوب أو أسقطتها مشانق الفساد التي علقتها لها برلمانات ومحاكم قضائية، فهل كانت الإمارات بحاجة لمن يشيطنها وهي التي يجب أن تكون وراء شيطنة الشيطان نفسه؟!. مقالي هذا ليس بالضرورة أن يكون رداً على البروفيسور الذي تراقب تغريداته عيون ابن زايد التجسسية، لأنه يعلم أنه في بلد لا ينعم فيه بالحرية التي تجعله يفكر باحتساء قهوته بهدوء وخلوة وهذا هو حال كل مواطن ومقيم على أرضها لكن عبدالخالق مثله مثل كثير من الأذناب التي جندتهم أبوظبي لترفيع وترقيع صورة أبوظبي الملطخة في المنطقة وخارج المنطقة، لكن من أرادوا لها أن تكون دولة لا تتسلل أيادي الشيطان إلى سياستها فهم بلا حول ولا قوة في سجن ضيق مظلم وكل تهمتهم أنهم رغبوا في بلد يفعل ما يقول ويحقق ما يروج له ويثبت ما يدعو له ويصدق فيما يكذب فيه. ولذا لا يبدو أن أبوظبي ستخرج من قعر ما غرقت فيه من فساد وكبت للحريات وتشويه وتكبيل الأيدي والعقول وبسط الفساد بإلقاء التهم على قطر وتركيا في كل مرة يجد العالم أن أنف الإمارات الكبير يُحشر في كل مصيبة ومعركة يخوضها العرب والمسلمون لتنقية ثوب عروبتهم وإسلامهم من كل محاولات ابن زايد لتلطيخه ليس بما فيه بالحقيقة ولكن بما افتعله ليكون ملطخا وأبوظبي لا تحتاج لمن يبرئها، لأنها في الأساس تهمة لكل من يقترب منها فيصبح متهما بها!، فما أبلغ التعبير في هذا وافهموها جيداً. [email protected]@ ebtesam777@