18 سبتمبر 2025

تسجيل

اقتراح صفاء الهاشم

22 نوفمبر 2017

أعلنت النائبة في مجلس الأمة الكويتي (صفاء الهاشم) أنها تقدمت باقتراح برغبة إلى مجلس الأمة الكويتي لتشكيل وفد برلماني رفيع المستوى يكوّن من رؤساء برلمانات المنطقة ( رئيس برلمان الكويت رئيس مجلس الشورى السعودي، رئيس مجلس الشورى الإماراتي، رئيس مجلس الشورى القطري، ورئيس مجلس الشورى العماني ورئيس مجلس الشورى البحريني )، "كي يقوموا بجولة خليجية إلى سلطان وملوك وأمراء المنطقة وشيوخها للتحدث معهم مباشرة ، ونقل هموم الشعوب الخليجية، ومخاوفهم وقلقهم ، ومحاولة توصيل الرسالة مباشرة إلى حكامنا في المنطقة. ولثقتنا بحكمتهم وعدالتهم ، ويقينهم وتعقلهم، من أجل إيجاد حل للأزمة". وأضافت: " إن ما نشهده منذ أشهر طويلة حمل الكثير من الثقل النفسي على مواطني دول المنطقة، وأصدقائنا وأنسبائنا وإخوتنا وأخواتنا وآبائنا وأمهاتنا، ووطأة ثقيلة على جسد مجلس التعاون"، مؤكدة "أن الشعوب الخليجية المتجانسة لم تشهد من قبل هذا الكم من السب والقذف والشتائم والاتهامات.. وكل خليجي يتمنى انتهاء هذا الكم من التشوه والضرب الإعلامي المقيت على وسائل التواصل الاجتماعي". بصراحة هذا الكلام انطلق من روح مخلصة وموقف أخلاقي لرفع كل " السيئات" التي لحقت بالجسد الخليجي، وشوهت كل معاني الجوار والتاريخ والجغرافيا المشتركة، و خلَّفت سُحباً داكنة في سماء الخليج، وحالات أسىً يعجز كثيرون عن البوح بها، إما خوفاً من عقاب، أو إيثاراً للسكينة وعدم تعكير النفس. إن الاقتراح المذكور لا يُلغي جهود سمو الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت لحل الأزمة،  ولكنه يأتي سنداً لتلك الوساطة، ولتنوير شعوب الخليج بلا استثناء – بأنها كلها خاسرة جراء أزمة حصار دولة قطر، وما سينتج عنها مستقبلاً. لقد تضرَّر مواطنو دول التعاون كلهم، إما مادياً وإما تعليمياً وإما اجتماعياً، وبعضهم دينياً، عندما تم حرمان القطريين والمقيمين من المسلمين من أداء مناسك الحج والعمرة! وتوجد في قطر عائلات تذهب إلى العمرة أكثر من ثلاث مرات في العام!؟ إشارة النائبة ( صفاء الهاشم) إلى " التراشق الإعلامي" الذي يجري حالياً بين الأشقاء، سواء في الإذاعة والتلفزيون والصحافة ، أم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيها الكثير من الصواب. وفي حقيقة الأمر، إن هذا يحدث لأول مرة في تاريخ المنطقة، وبهذا العنف والقسوة والاحتقان والتشنج!! ويُعطي انطباعاً بأن الدول التي تُحاصر الشعب القطري،  لن تعود عن حصارها، بل ولن تعيد علاقاتها مع دولة قطر!؟ لأن حجم التغطيات، وضراوة هجوم الضيوف، وكثرة التلفيقات، أعطت إشارات بأنه لا عودة إلى وحدة الصف الخليجي!! وبطبيعة الحال – ولكي أكون واقعياً وغير منحاز – كان لا بد وأن يرد الإعلام القطري، ويدافع عن مواطنيه، لأن حجم وتنوّع أدوات هجوم دول الحصار قد طال الحُرمات والرموز السياسية في دولة قطر، في الوقت الذي أصدرت فيه وزارة الخارجية بياناً دعت فيه الإعلاميين ووسائل الإعلام إلى عدم التعرض للرموز السياسية في دول الحصار. وأعتقد بأن الإعلام قد ساهم مساهمة حقيقية بدفع الأمور إلى التفاقم، بل إن تغريدات بعض السياسيين في دول الحصار، كانت استفزازية بحق دولة قطر وشعبها،  وما كان يجب أن يزجَّ هؤلاء السياسيين أنفسهم في قضية هم يحاولون حلّها أو مناقشة كينونتها، ولم يكن هنالك من بُدّ من رد الناس على تلك التغريدات التي تعرّضت لها دولة قطر ورموزها. صحيح لقد نتج عن الحصار ثقلٌ نفسي على جميع مواطني دول التعاون، بسبب تقطّع أوصال الأُسر؛ والإخوان والأخوات، وبسبب استقالات بعض الخليجيين من وظائفهم في دولة قطر، خوفاً من المحاسبة من قبل بلدانهم، كما تضرر العديد من الطلبة الخليجيين الذين يدرسون في دولة قطر، والطلبة القطريين الذين يدرسون في بعض دول الحصار، وكذلك مالكي العقار في دول الحصار من القطريين ، والذين لا ذنب لهم، وما كان يجب أن تُنغَّص حياتهم بهذا الشكل. نعم ، في قلوبنا غصّةٌ مما آلت إليه الأمور، وفي وجداننا اهتزازات كثيرة عن السير بمجلس التعاون نحو الهاوية؛ وتردي العلاقات بين الدول الشقيقة التي جمعها تاريخ مشترك، ومصير مشترك، وآمال واحدة. نحن نأمل أن يتحقق حلم ( الهاشم)، وأن يوافق مجلس الأمة الكويتي، المعروف بمواقفه الثابتة تجاه حق الشعوب في العيش بأمان واستقرار وطمأنينة، وببزوغ شمس الحق، التي تُنير الطريق للجميع، وبما يحقق عودة العلاقات بين الأشقاء في مجلس التعاون، وسرعة إزالة كل ما ترتب على حصار الشعب القطري منذ الخامس من يونيو 2017. كما نأمل أن تتجاوب مجالس الشورى الخليجية مع تلك الدعوة – إن تم اعتمادها – كي تُشكِّل صوتاً موازياً لصوت الحكومات، وتقول كلمتها نيابة عن شعوبها التي – هُدّدت بغرامات وحالات سجن – إن هي تعاطفت مع الحال في دولة قطر، كون تلك المجالس مغيبة عن القرار الديموقراطي ، ويأتي أغلبها في شكل " صوري" لا يخالف الحكومات، ولا يقترح ما يمكن أن " يُعكّر" مزاج الحكومات ، وإن أَفرحَ الشعوب. وكثيراً ما نادينا بألاّ يتم زجّ الشعوب في الخلافات السياسية، لأن هذه الخلافات لها من يحلها، ولها آلياتها ومحدداتها، وزجّ الشعوب بهذه الطريقة، أوجدَ حالات احتقان وكراهية وفقدان الوعي أحياناً، ساهم فيما شاهدناه من صوَر ذكّرتنا بحرب (داحس والغبراء) ، عندما تم تجميع بعض رؤساء القبائل وإرغامهم على إصدار بيانات ضد أبناء عمومتهم وخؤولتهم في دولة قطر! وهذا عمل يتنافى مع روح الأسرة الواحدة، ومع روح العصر، الذي ينبذ العصبية ويُدين الولاء الأعمى للشخصيات دون الولاء للوطن. نحن نُقدَّر الدور الكبير الذي قام به سمو أمير دولة الكويت، ومحاولاته الدَؤوبة لحل أزمة الحصار، ولكن يبدو أن الذؤابة في آخر النفق آخذة بالتلاشي، ما يُنذر بدخول المنطقة مُنعرجاتٍ في النفق لن تعود بالخير على شعوب المنطقة، بِقدْر ما سوف تساهم في احتقانات أشد بؤساً وعنفاً، وبرهانات ومقامرات ومغامرات ليست من أفعال الحكماء.